♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
صاعقة تنزل على المخزن بسبب خطوة البرلمان الإسباني..التوبة أو إسقاط حكومة سانشيز بالكامل
يبدو أنّ زيارة أمير قطر إلى إسبانيا وما خلفته من إحباط داخل الطبقة السياسية الإسبانية، أعادت توجيه الأمور إلى طبيعتها بخصوص قضية الصحراء الغربية، خاصة أنّ الإسبان أدركوا أنّ تصرفات بيدرو سانتشيز ستقود المملكة إلى الهاوية، كما أنّ رهان البعض منهم على تعويض الغاز الجزائري بالغاز القطري سقط في الماء، بعدما أكد المسؤولون القطريون أنّ أي زيادة يريدها الإسبان من الغاز القطري لن تتحقق قبل سنة 2025.
إقرأ أيضا: محرز وبن ناصر على موعد مع مبارتين مصيريتين لضمان اللقب
هذه المعطيات الجديدة والتي لم يكن يتوقعها رئيس الحكومة الإسبانية، جعلت الحكماء الإسبان يسارعون إلى تصحيح الأوضاع مع الجزائر قبل فوات الأوان، وفي هذا الإطار من المنتظر أن يناقش البرلمان الإسباني الأربعاء المقبل مقترحا تقدم به الحزب الشعبي المتزعم للمعارضة وينص على مطالبة حكومة مدريد برئاسة بيدرو سانتشيز التراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء الغربية، وتجري هذه التطورات في وقت لم يفتح المغرب وخاصة الأحزاب مباحثات حول هذا الملف لدعم موقف الحكومة في هذا البلد الأوروبي.
وأوردت وسائل الإعلام الإسبانية ومنها وكالة “أوروبا برس” تقديم الحزب الشعبي المعارض لورقة تتضمن مناقشة السياسة الخارجية للدولة الإسبانية في عهد الحكومة التالية وتركز على قضايا مثل الحرب الروسية-الأوكرانية، وحضر المغرب بشكل رئيسي من خلال مقترحين، الأول وهو المصادقة على مقترح يطالب حكومة الائتلاف اليساري بالتراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب حلا لنزاع الصحراء، بينما المقترح الثاني يتضمن ضرورة فرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في زيارة سبتة ومليلية، وهذا ما يعني التأكيد على أنّ المدينتين إسبانيتين، ما سيشكل ضربة قاضية لأحلام النظام في المغرب، الذي ما يزال يستعمل المنطقتين كورقة ضغط على الحكومات الإسبانية المتعاقبة.
فبخصوص القضية الصحراوية تقترح النقطة الأولى من ورقة الحزب الشعبي أن يحث البرلمان الحكومة على “استعادة السياسة الخارجية للدولة، حيث تعمل الحكومة بصوت واحد وتحتفظ بحوار دائم مع المجموعات البرلمانية في البرلمان، ولا سيما مع الحزب الذي يقود المعارضة”، في إشارة إلى الحزب الشعبي المتزعم للمعارضة، وتقترح الورقة مناقشة البرلمان لتوصية تطالب حكومة مدريد التراجع عن موقف دعم الحكم الذاتي.
ويريد الحزب الشعبي من هذا المقترح تعميق الانشقاق وسط حكومة مدريد، حيث يؤيد الحزب الاشتراكي موقف رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز بدعم الحكم الذاتي، في حين يعارض حزب بوديموس في الائتلاف الحكومي المقترح ويشدد على استفتاء تقرير المصير. في الوقت ذاته، يريد الحزب الشعبي إلزام الحكومة بالتفاوض والاتفاق مع المعارضة لا سيما الحزب الرئيسي المعارض بضرورة الاتفاق حول القضايا الكبرى لكي يلتزم بها الحزب المعارض في حالة وصوله إلى الحكم. ويأتي موقف الحزب الشعبي بعد أن زار أمينه العام نونييث فييخو مدينة سبتة الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع فتح الحدود، وشدد على هذه المواقف.
وكان الحزب الشعبي وراء مقترح مماثل جرى التصويت عليه يوم 7 أفريل الماضي يرفض قرار رئيس الحكومة دعم الحكم الذاتي، ولكن هذه المرة يهدف إلى التراجع عن الموقف. ويذكر أن الحكومة أيدت الحكم الذاتي حلا في إطار الأمم المتحدة وشريطة قبول جبهة البوليساريو به.
ويركز الحزب الشعبي كثيرا على هذا الملف، بل ويلجأ إلى نظرية المؤامرة، حيث ربط زعيمه نونيث فييخو تغيير بيدرو سانتشيز لموقفه من الصحراء بدعم الحكم الذاتي بما يعتبره فرضية حصول المغرب بواسطة بيغاسوس على معلومات من هاتف رئيس الحكومة.
وستكون الجلسة المقبلة التي ستعالج ملف الصحراء ساخنة بحكم اتفاق عدد من الأحزاب بما فيها القومية في كتالونيا وبلد الباسك مع مواقف الحزب الشعبي حول الصحراء الغربية.
إقرأ أيضا: الجزائر في قلب الحدث والمخزن في قلب الزيف
والأكيد أنّ الهدف الأول من التفاق الأحزاب المعارضة حول قضية مطالبة الحكومة بالتراجع عن موقفها الجديد بخصوص الصحراء الغربية هو كسب ود الجزائر الغاضبة جدا من بيدرو سانتشيز، ويرى ملاحظون أنّ تراجع الحكومة الإسبانية عن موقفها سيجعل الجزائر ترضى، وإذا رضيت الجزائر، فإنّ إسبانيا ستتمكن من استعادة الاطمئنان الطاقوي الذي كانت دائما تحظى به، قبل أن تنقلب الأمور في الشهرين الأخيرين، ولتحقيق هذه الغاية، فإن المعارضة في إسبانيا قد تلجأ إلى إسقاط حكومة بيدرو سانتشيز بالكامل.
ويبقى الأكيد أنّ ضغط الدم سيرتفع كثيرا داخل البلاط الملكي في الرباط، لأنّه لو نجحت المعارضة الإسبانية في مسعاها، فذلك يعني الموت الإكلينيكي لأحلام المغرب في الصحراء الغربية.
0 تعليق على موضوع : صاعقة تنزل على المخزن بسبب خطوة البرلمان الإسباني..التوبة أو إسقاط حكومة سانشيز بالكامل
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))