♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

الشيطانة تخطط لتقسيم ليبيا وهكذا سيكون الرد الجزائري

 

كشف موقع “موند أفريك” الفرنسي، تواجد وفد ليبي مكون من 11 شخصًا، في فرنسا لحضور مؤتمر موضوعه الرئيسي اقتراح اتحاد فيدرالي يضم أقاليم طرابلس وبرقة وفزان.

إقرأ أيضا: صاعقة تنزل على المخزن بسبب خطوة البرلمان الإسباني..التوبة أو إسقاط حكومة سانشيز بالكامل

ويمثل الوفد إقليم فزان، وهم موجودون حاليًا في باريس لعقد مؤتمر موضوعه الرئيسي مناقشة مقترح الفيدرالية المكون من ثلاثة أقاليم، هي طرابلس وبرقة وفزان، ويقود المبادرة سفير ليبيا السابق لدى فرنسا منصور سيف النصر، ورئيس الوزراء الأسبق المقرب من المصالح الفرنسية علي زيدان.

وحسب ما جاء في الموقع الفرنسي، فإنّ طرفي الصراع في ليبيا الممثليْن في حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، أو قوات القيادة العامة بقيادة المشير حفتر الداعمة لفتحي باشاغا، على المبادرة، وتساءل: “هل حظيت المبادرة الفرنسية الجديدة بموافقة الشركاء الأوروبيين والأميركيين؟ وماذا سيكون موقف روسيا وتركيا من هذه المناورة الفرنسية. وهل أعطى الشركاء الإقليميون مصر والجزائر موافقتهم؟

وإذا كان من المبكر معرفة موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبقية المعنيين بالأزمة الليبية بالنظر إلى أنّ مواقفهم مرتبطة أساسا بمصالحهم في المنطقة، إلا أنّ موقف الجزائر واضح ولا يحتاج أي تأويل، فالجزائر على الدوام تعتبر الوحدة الترابية لليبية خطا أحمر لا يجب تجاوزه، كما وقفت الجزائر دائما وفي مختلف الصراعات الإقليمية مع الشرعية الدولية، وفي الأزمة الليبية أبدت تمسكها بالاعتراف بحكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ودعم تنظيم انتخابات تشريعية في أقرب الآجال، وهو ما كان أعلن عنه الرئيس عبد المجيد تبون، في مقابلة أجراها مع وسائل الإعلام محلية، في 23 أفريل الماضي.

كما وجهت الجزائر رسائل صريحة إلى مجلس النواب الليبي في طبرق، وشددت على أن الشعب وحده من يملك شرعية اختيار سلطة معينة، في إشارة إلى عدم الاعتراف بتعيين فتحي باشاغا، رئيسا للحكومة.

وحسمت الجزائر، موقفها سريعا من الأزمة التي اندلعت بين حكومة الدبيبة، ومجلس النواب في طبرق برئاسة عقيلة صالح، والتي انتهت بتكليف الأخير لوزير الداخلية السابق فتحي بشاغا برئاسة الحكومة، مطلع مارس الماضي، وفي خضم الجدل المحتدم، استقبل الرئيس تبون، الدبيبة، على هامش قمة الدول المصدرة للغاز، التي احتضنتها قطر، في 22 فيفري الماضي.
وبينما حاول باشاغا، حشد أنصاره لدخول العاصمة طرابلس، والسيطرة على المقرات الحكومية، استقبلت الجزائر وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة نجلاء المنقوش، في 7 أفريل، وفي 18 أفريل، استقبلت الجزائر رئيس حكومة الوحدة، الذي كان مرفوقا بوفد أمني رفيع، على رأسه قائد أركان الجيش الليبي محمد الحداد.

كانت كلها رسائل كافية، لفهم الموقف الجزائري من الصراع المتجدد على السلطة في ليبيا، وهو عدم “الاعتراف بغير حكومة الوحدة” التي تعترف بها كل دول العالم باستثناء روسيا ومصر الداعمة لفتحي باشاغا.

ما تفعله السلطات الفرنسية مع العهدة الجديدة للرئيس إيمانويل ماكرون، يتنافى تماما مع قناعات الرئيس تبون الذي قال في آخر حديث له لوسائل الإعلام “ليس هناك حل في ليبيا دون العودة إلى الشعب الليبي.. التمثيل اليوم أصبح نسبيا، والانتخابات وحدها من تفرز برلمانا يمنح الشرعية للحكومة التي يراها مناسبة”
وتلك إشارة واضحة إلى أن الجزائر لا ترى في مجلس نواب طبرق جهة مخولة بمنح شرعية الحكم لأي حكومة، فما بالك بما يقترحه الشيطان الفرنسي الذي يسعى لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول.

التصرفات الغريبة للسلطات الفرنسية التي تعيث فسادا في مالي وتشاد وأغلب دول إفريقيا جعلت الموقع الفرنسي نفسه يطرح العديد من الأسئلة حول هذه الخطوة اتجاه الأزمة الليبية، مرتبطة برد فعل مجموعة من القوى الإقليمية والدولية طالما أن الحاجة إلى إدخال النفط الليبي في السوق العالمية أصبحت قضية رئيسية.
ولم يتأخر كاتب المقال صاحب الخبر وصف التحرك الفرنسي بـ “الحل الخطير” الذي لا يحظى بالإجماع، لا داخل البلاد ولا خارجها، وقال إنّ “روسيا وتركيا المنخرطتان عسكريًا ليستا مرتبطتين بهذا المشروع”.

وبالعودة إلى التاريخ نجد أن الموقف الفرنسي ليس بريئا تماما، فلطالما كانت لدى فرنسا مخططات بشأن فزان، حيث أرادت دمجها في إمبراطوريتها الاستعمارية في إفريقيا، ويعود حلم فرنسا بدمج هذه الأراضي الصحراوية الشاسعة التي احتلتها قوات الجنرال لوكلير في العام 1942 إلى معاهدة السلام مع إيطاليا في 10 فيفري 1947 (فرنسا، المملكة المتحدة، اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، الولايات المتحدة) وتلزمها بالاعتراف بدمج فزان في النظام الجديد لتنشئ دولة مستقلة وذات سيادة إلى جانب طرابلس وبرقة في 24 ديسمبر 1951.

إقرأ أيضا: محرز وبن ناصر على موعد مع مبارتين مصيريتين لضمان اللقب

واتخذت الدولة الجديدة اسم “المملكة المتحدة الليبية” بقيادة الملك محمد إدريس المهدي السنوسي، وكانت المناطق الثلاث المكونة لليبيا (طرابلس وبرقة وفزان) تدار من قبل السلطات البريطانية والفرنسية التي نقلت سلطاتها إلى الحكومة المستقلة الجديدة. ومع ذلك، احتفظت فرنسا بنفوذ معين يتم تسييره من خلال الاتفاقات الفرنسية-الليبية المؤرخة في 10 أوت 1955. وفي المقابل تعهدت فرنسا بسحب قواتها من فزان لنشرها في تشاد، لكن انقلاب الرئيس الراحل معمر القذافي العام 1969 أنهى طموحات فرنسا في فزان.
وربما بتمعن بسيط في هذه الأحداث التاريخية قد نفهم ماذا يريد ماكرون في ليبيا.

 

الوسوم: أخبار ومقالات