♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
نسيم أكرور يعلّق الحذاء… “العجوز الهداف” يُسلّم الراية
بعد مسيرة استثنائية امتدت لثلاثة عقود، قرر المهاجم الجزائري نسيم أكرور أخيرًا وضع حد لمشواره كلاعب، في سن 51 عامًا، ليكتب الصفحة الأخيرة من قصة نادرة في عالم كرة القدم الحديثة، حيث قلّما يصمد المهاجمون أمام سرعة الزمن وضغط المستويات التنافسية العالية. لكن أكرور، بعزيمته الهادئة وأسلوبه المتزن، كسر هذه القاعدة وترك بصمة خالدة، خصوصًا في الملاعب الفرنسية التي كانت شاهدة على أهدافه ومراوغاته.
إقرأ أيضا: الداخلية تحذر مع اشتداد الحرارة عبر ولايات الوطن
■ ثلاثون موسمًا من الثبات والإصرار
بدأت مسيرة أكرور في عام 1995، مع نادي نويزي لو سيك، ومنه شق طريقه بثبات داخل الكرة الفرنسية، متنقلاً بين أندية مثل إستر، غرونوبل، وأونسي، كما خاض تجربة قصيرة في إنجلترا مع سيتون يونايتد ووكينغ. ومع تقدمه في السن، لم يُظهر تراجعًا ملحوظًا، بل واصل تسجيل الأهداف ومنافسة اللاعبين الأصغر منه سنًا، محافظًا على لياقته وأسلوب لعبه الذكي.
يُعد أكرور الهدّاف التاريخي لعدة أندية فرنسية: 110 أهداف مع غرونوبل، 73 مع إستر، و41 مع أونسي، في مسيرة تجاوزت 700 مباراة رسمية، وأكثر من 250 هدفًا، وإن لم تُتوَّج بأي لقب جماعي، فإن بصمته الفردية كانت دائمًا حاضرة ومحل احترام.
■ لحظة القرار… بتوقيع التأني
أكرور لم يكن من أولئك الذين يقررون فجأة، فالرجل كان قد أعلن اعتزاله في صيف 2023، لكنه عاد ليخوض موسمًا أخيرًا بعد تلقيه اتصالًا من رئيس نادي شامبيري. الآن، وقد أنهى موسم 2024-2025، أعلن قراره النهائي، مؤكداً أنه سيعلّق الحذاء، لكنه لن يُخفيه… بل سيُبقيه في متناول الأطفال الذين سيدرّبهم في أكاديمية نادي بايي فوارونيي.
وقال في تصريحه لصحيفة لو دوفيني ليبيري: “سأعمل مع الفئات السنية. وإذا احتاجني الفريق، ربما أفكر في العودة. لن أضع الحذاء في الخزانة، سأستخدمه لتمرير الكرات للأطفال.”
■ أسطورة “هادئة” في منتخب الجزائر
ولد أكرور في فرنسا لكنه اختار تمثيل بلده الأم، الجزائر، حيث خاض 18 مباراة دولية بين 2001 و2004، وسجل 6 أهداف، أحدها في مرمى ليبيريا خلال كأس أمم إفريقيا 2002. كما شارك في نسختي مالي 2002 وتونس 2004، وكان من المهاجمين الذين قدّموا صورة مختلفة عن المهاجم التقليدي، بفضل حركته الذكية داخل منطقة الجزاء وقدرته على التمركز المثالي.
■ من مواجهة الكبار… إلى تعليم الصغار
نسيم أكرور لا يغادر كرة القدم، بل يعيد توجيه مسيرته. فبعد أن فاجأ أولمبيك مرسيليا في كأس فرنسا 2015 رفقة فريقه شامبيري – الذي كان ينشط في درجة الهواة – ها هو اليوم يطمح لأن ينقل هذا الحس الكروي لمن هم في بداية طريقهم. مدربًا للفئات السنية، يتحدث بثقة عن “أجواء ممتعة وتحفيزية”، ويركز على تعليم الأطفال حب الكرة قبل تقنيات اللعب.
إقرأ أيضا: غاساما يعود من جديد… هل يُكافأ على “أخطاء لا تُنسى”؟!
■ نهاية مسيرة… وبداية أثر
باعتزاله، يغلق نسيم أكرور فصلًا طويلًا من التحدي والمثابرة، لكنه يفتح بابًا جديدًا قد لا تقل أهميته عن سابقه. فهو الآن في مهمة لا تتعلق بتسجيل الأهداف، بل بصناعة لاعبين قد يسيرون على نهجه. مسيرته كانت بلا ألقاب جماعية، لكنها كانت مليئة بالإلهام، وهي أحيانًا البطولة الأهم.
0 تعليق على موضوع : نسيم أكرور يعلّق الحذاء… “العجوز الهداف” يُسلّم الراية
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))