♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
غاساما يعود من جديد… هل يُكافأ على “أخطاء لا تُنسى”؟!
أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) مؤخراً تعيين الحكم الدولي السابق باكاري غاساما في منصب مدير تطوير الحكام داخل الهيئة القارية، بعد أن اعتزل التحكيم رسمياً في ديسمبر 2023. هذا القرار أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الرياضية الإفريقية، خصوصاً وأن اسم غاساما ارتبط عبر السنوات الماضية بعدد من اللحظات المثيرة للجدل داخل الملاعب. فبينما يرى البعض أنه يمتلك الخبرة الكافية، يظل الآخرون متشككين في قدرة هذا القرار على تجاوز الخلافات التي تركها الحكم في مسيرته.
إقرأ أيضا: الكاشير المدخن والحقيقة المحروقة
■ من أرض الملعب إلى مكاتب الكاف… هل يحمل الماضي معه؟
منصب مدير تطوير الحكام يتطلب شخصية تتمتع بالقدرة على التعامل مع جميع الأطراف بحيادية وموضوعية، مع ضرورة بناء ثقة متجددة مع الأندية والمنتخبات والجماهير التي طالما عانت من أخطاء تحكيمية مؤثرة. لكن اختيار غاساما، الذي لم تكن مسيرته خالية من القرارات المثيرة للجدل والتي شكلت في أحيان كثيرة مواضيع للنقاش والانتقاد، قد يثير التساؤل حول مدى إمكانية فصل الرجل عن ماضيه التحكيمي. هل يستطيع فعلاً أن يتحول من حكم كان موضع شكوك إلى قائد يطور منظومة تحكيمية شفافة ومستقرة؟
■ مباراة الجزائر والكاميرون… الذاكرة التي لا تنسى
الجدل الأكبر يتجسد في ذاكرة الجماهير الجزائرية التي لا تزال ترفض نتائج مباراة الإياب الحاسمة أمام الكاميرون ضمن تصفيات كأس العالم 2022. في تلك المباراة التي انتهت بفوز الكاميرون 2-1 بعد التمديد، اتُهم غاساما باتخاذ قرارات أثرت مباشرة على مجريات اللقاء، لا سيما هدف الكاميرون الذي طالبت الجزائر بإلغائه، معتبرة أنه جاء بظروف تحكيمية غير عادلة. الحملة التي أعقبت المباراة وسمّيت بـ”الماتش يتعاود” انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، وحولت القضية إلى ملف جماهيري لم يُغلق حتى اليوم، ما يجعل من عودة غاساما في هذا المنصب موضوعاً حساساً للغاية.
■ هل تتجاهل الكاف الأصوات المطالبة بالشفافية؟
في ظل تصاعد المطالب بإصلاح شامل لمنظومة التحكيم الإفريقي، والحديث المستمر عن ضرورة تعزيز العدالة والشفافية في كل مراحل اللعبة، يبدو قرار الكاف بتعيين شخصية مثيرة للجدل كغاساما، وكأنه إشارة ضمنية إلى أن هذه المطالب قد لا تُعتبر أولوية فعلية. فمن الواضح أن هناك فجوة بين ما تتطلع إليه الجماهير والفرق وبين قرارات الهيئات القارية التي تختار أسماءً ليست خالية من مواقف موضع شك. هذا التباين يثير مخاوف حول مدى جدية الكاف في إعادة بناء تحكيم يحظى بثقة الجميع.
إقرأ أيضا: خمسة حكام يمثلون الصافرة الجزائرية في بطولة “الشان”
■ التحدي الأكبر… تجاوز الماضي أم إعادة إنتاجه؟
المهمة التي تنتظر غاساما ليست سهلة إطلاقاً، فهي لا تقتصر على تطوير برامج تدريب الحكام وتحديث معايير التقييم فقط، بل تشمل استعادة ثقة الجماهير والمنتخبات التي لطالما كانت محل استياء من أداء التحكيم في لحظات حاسمة. النجاح الحقيقي سيقاس بقدرته على فصل نفسه عن سجله السابق، والعمل بجدية على إعادة صياغة صورة التحكيم الإفريقي كمنظومة أكثر نزاهة وعدالة. فإما أن يكون هذا التعيين نقطة تحول وإصلاح حقيقي، أو أن يتحول إلى تكرار لما عرفه التحكيم الإفريقي من أخطاء وارتباكات.
0 تعليق على موضوع : غاساما يعود من جديد… هل يُكافأ على “أخطاء لا تُنسى”؟!
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))