♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

هيجان مغربي بسبب التعاون الجزائري الأمريكي !! ..الجزائر “الناشئة” تستنفر المخزن

لماذا غضب المغرب من حصاد القمح في الجزائر؟ هذا مجرد سؤال يطرحه مراقبون ولم يجدوا جوابا له، فارتفاع انتاج القمح في الجزائر لن ينقص شيئا من كمية القمح التي يملكها المغرب، كما أنّ الحديث بأنّ الجزائر بما حققته هذه السنة من محصول القمح يجعلها تزيح المغرب من المرتبة الثانية كأكبر منتج لهذه المادة في إفريقيا، لا يضير البلد الجار في شيء، والمغاربة يعلمون أنّ هذه الترتيب، لا يمنح ميداليات كما هو الحال في المسابقات والمنافسات الرياضية، وبالتالي لن تنزع الجزائر أي ميدالية من المغرب بهذا الإنجاز، فلِمَ ينزعج المخزن ويغضب؟

إقرأ أيضا: بن ناصر باق بميلان وسيكون قائدا الموسم القادم

أحد المغرّدين على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول أنّه ظل لأيام يبحث عن سبب منطقي لغضب المغرب، فلم يجد إلا “الحقد”، لأنّه لا المنطق ولا السياسة ولا الأخلاق تبرر الموقف المغربي وهجوم وسائل إعلامه على تلك الصور الرائعة التي تؤكد نجاح الجزائر في حملتها الزراعية لهذا العام.

صورة “الحقد المغربي” على الجزائر تجسدت مرة أخرى من خلال ردة فعل وسائل الإعلام المغربية على خبر الاتفاق المبرم بين شركة “سوناطراك” و”إكسون موبيل” الأمريكية، فالمتابع لصحافة المخزن في الأيام الماضية يعتقد أنّ الجزائر سرقت هذه الاتفاقية من المغرب، لدرجة أنّ بعض الصحف والمواقع الإلكترونية تهجمت على الجزائر وبأسلوب دنيء، حتى أنّ العبارات التي استعملت لا يمكن أن تقال على لسان شخص منحرف، فمابالك بشخص يوصف بأنّه “صحفي”، فلماذا كل هذا الهيجان على الجزائر؟ رغم أنّه هذه الصفقة مثلها مثل حملة الحصاد لا يمكن أن تضر المغرب في شيء.

من يقول أنّ الجزائر من خلال الاتفاق بين “سوناطراك” و”إكسون موبيل” تمنح صفقات نفطية مجانية للولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحصول على مكاسب سياسية، لا يفقه شيئا في الاقتصاد أو عالم النفط، فالشركة الأمريكية توصف بأنّها “عملاق الطاقة” ولها مشاريع في قطر والإمارات والسعودية ومعظم الدول النفطية في العالم، والاتفاق مع “سوناطراك”، جاء لتطوير الموارد المتاحة في حقلين للنفط والخام جنوب البلاد.

وتسمح الاتفاقية، بدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد النفط والغاز في حوضين هامين بالجزائر، لهذا فتواجد “إكسون موبيل” في الجزائر مهم جدا، خاصة أنّ الاتفاقية من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة لتطوير القطاع المنجمي الجزائري، فضلا عن أنّها “تشهد على الإرادة المشتركة للشركتين، بغية الوصول إلى إقامة استغلال مسؤول ومستدام للموارد الطبيعية للجزائر، كما أنّ الاتفاقية تسمح بنقل الخبرة الأمريكية إلى الجزائريين، وهذا ما أكده نائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة لـ”إكسون موبيل” جون أرديل.

وحتى يفهم المخزن أنّ الجزائر تبحث عن مصالحها دون التوقف عند نوايا الآخرين، خاصة إذا كانوا من طينة النظام المغربي، فإنّ توقيع مذكرة التفاهم بين الشركتين الجزائرية والأمريكية يعتبر خطوة مهمة نحو استغلال هذه الموارد وتحقيق نمو اقتصادي أكبر للشعب الجزائري. في اطار الهدف الوطني الذي رسمه الرئيس تبون لعام 2027 .

بمعنى هدف تحويل الجزائر من بلد “نامي: إلى بلد “ناشئ” .

من الغرابة أن يخرج وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة ووسائل إعلامه في كل مرة للتأكيد أنّ علاقات المغرب بالدول الأخرى لا تعتمد على علاقات تلك الدول بدولة أخرى، ويقصدون الجزائر، وأنّ ما يهم المغرب هو مصالحها مع تلك الدول، فلِمَ إذن كل هذا الهيجان مع كل نجاح جزائري؟

إقرأ أيضا: كيف مهدت الجزائر للقرار التاريخي للجنائية الدولية ؟..مصدر يجيب

الأكيد أنّ النجاح الجزائري سيتواصل وفي مختلف المجالات بفضل السياسة الجديدة للرئيس عبد المجيد تبون، التي رسمت هدفها الوطني الغير قابل للتنازل وهو الوصول بالجزائر إلى دولة “ناشئة ” عام 2027 وإذا كانت صحة النظام المغربي مرتبطة بما تحققه الجزائر، فالأكيد أنّ العلة ستشتد عليه أكثر، وقد تقضي عليه، إذا لم يسارع إلى تنقية قلبه من الأحقاد تجاه الجزائر، التي لا يهمها إلا مصلحة شعبها.

الوسوم: أخبار ومقالات