♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
الشعب المغربي أفقرته و أتعبته و أذلته الملكية .. يريدوها جمهورية
يعني أن يخرج المغاربة إلى الشارع للاحتجاج من دون العلم؟ هل يريدون القول أنّ العلم للنظام العلوي، ونحن لا ندّعم هذا النظام ولا نرفعه؟ هل يطالب المغاربة بتصرفهم هذا بإسقاط النظام الملكي والتحول إلى النظام الجمهوري ككل عرب إفريقيا؟
إقرأ أيضا: الجزائر تتوج بكأس أمم أفريقيا للأحياء بفرنسا على حساب المغرب
لماذا يعيش المغاربة حالة فقر مدقع، في وقت أنّ كل الأنظمة الملكية تعيش شعوبها رفاهية اجتماعية؟ لماذا أفقر ملك المغرب شعبه، في وقت رفع ملوك وأمراء الخليج من مستوى معيشة شعوبهم إلى أعلى مستوى؟
هل يكفي القول أنّ محمد السادس فاسد؟ أو أنّه لا يملك الأهلية لقيادة شعبه إلى مستوى معيشي مشابه لما تعيشه كل المماليك، ليس العربية فقط، ولكن حتى الأوروبية؟
خروج المغاربة للشارع من دون العلم في الرباط ومراكش والدار البيضاء، ومطالبتهم بإسقاط النظام الملكي، ليس وليد الربيع العربي، ولكنّ، غياب وسائل التواصل الاجتماعي في السابق جعل تلك المطالب محدودة في الانتشار في ظل القمع الكبير الذي يلقاه المتظاهرون من عساكر الملك، ولكن بعد أن تحوّل العالم إلى قرية صغيرة، اكتشف هذا العالم أنّ الشعب المغربي يرفض النظام الملكي، فما هي أسباب ذلك؟
الحديث عن النظام الملكي المغربي يقودنا للحديث عن فساد كبير داخل القصر الملكي، حيث تكثر الصراعات بين أفراده، ودون العودة إلى ما كان يحدث أيام الحسن الثاني، وكيف وصل هو نفسه للحكم، فإنّ كل المغاربة يعرفون ما يحدث حاليا في بلاط محمد السادس، الذي لا يعرفون إن كان هو الملك الفعلي أو شقيقاته أو ولي عهده وأمه أو الصهاينة بقيادة مستشار الملك أزولاي.
الفساد السياسي الكبير المستشري في دواليب الحكم في الرباط، كان في السابق بعيدا عن أسماع عامة الشعب، ولهذا كانت المطالب بإسقاط هذا النظام تأتي على لسان المثقفين والسياسيين، ولكن النظام العلوي كانت وسيلته الوحيدة هي إعدامهم أو ترهيبهم أونفيهم، مع تهمة الخيانة التي يتبناها المواطن العادي، لاعتقاده أنّ أولئك خونة فعلا، ويريدون الشر لبلادهم بدعم من الجزائر التي يربط بها القصر الملكي كل مهازله وانتكاساته، والجزائر براء من ذلك.
ولكن في السنوات الأخيرة، خرج عار القصر الملكي إلى العلن، خاصة مع انتشار الفقر والدعارة والفساد بكل أشكاله، وهي علامات أي نظام فاسد، فقد أصبح المواطن المغربي لا يجد قوت يومه، ويكفي التجول في أحياء المدن الكبرى كالرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة ليكتشف الإنسان أنّ لا فرق بين مواطن مغربي ومواطني الدول الإفريقية الفقيرة، أمّا الصورة التي يقدّمها لنا الإعلام عن التطور الذي تعرفه بلاد الملك، فليست إلا ذرا للرماد في العيون، والأماكن التي يسافر إليها مبابي وحكيمي ومحرز ورونالدو وكذلك بعض زعماء العالم ليقضوا فيهم عطلهم، فإنّ المواطن المغربي لا يراها إلا على شاشة التلفزيون، وهي أنشئت خصيصا لغير المغاربة، حتى يستمتعوا بها، أما المواطن المغربي الذي لا يجد حتى قارورة غاز البوتان، فإنّ عطلته تكون على شواطئ الفقراء التي قد لا يجدها مستقبلا، بفعل عصابات الشواطئ وسعي المملكة العلوية إلى خوصصة كل القطاعات.
المملكة المغربية التي ملّ منها حتى معوّقيها (فرار ثلاث لاعبين مبتوري الأطراف خلال دورة دولية ببولندا)، لا يمكن أن تشبه السعودية أو عمان أو قطر أو الإمارات أو الكويت أو حتى مملكة البحرين الصغيرة، وإن حاول قادة هذه الدولة ضم المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي، بحكم النظام الملكي.
النظام الملكي في شمال غربي القارة الإفريقية، لا يشبه أنظمة الخليج أو حتى نظام المملكة الأردنية الهاشمية، ولكنّه يشبه النظام التايلندي، ليس في تطوره وارتفاع الدخل الفردي، ولكن في اعتماده على الدعارة كمدخول قومي للبلاد وهذا تحت خانة السياحة، ولا يتوقف الأمر عند الدعارة المعروفة، بل يصل الأمر إلى الاستغلال الجنسي للأطفال، وهذا ما وضع المغرب على قائمة الدول المتاجرة بالبشر، كما هو الأمر في انتاج وتجارة المخدرات حيث تبقى المغرب كأول دولة في هذا النشاط متقدمة على كولومبيا والمكسيك.
إذا كان النظام الملكي عند العلويين يعتمد على الدعارة والمخدرات وإفقار الشعب من أجل بقائه، فهذا ما يجعل المغاربة بكل أطيافهم مقتنعون بأنّ هذا النوع من الحكم لا يصلح لهم، فهم يريدون جمهورية، كأغلب دول العالم، مادام في إمارة مراكش، لا يوجد رجل بإمكانه أن يكون ملكا، فالأفضل لهم أن يكون الحكم بيد الشعب.
قبل أكثر من عشر سنوات وبالضبط في شهر فيفري 2011 ، خلال أحد أكبر المظاهرات التي طالبت بإسقاط الملك، دعا المتظاهرون إلى محاكمة الملك محمد السادس وإعدام كافة وزرائه، وشكلت تلك المطالب استثناءً في مملكة ظل فيها الملك من مقدسات الأمة، ينحني أمامه الرجال وشيوخ الدين، لتقبيل يديه أو لمس قدميه، وانتشرت تلك المطالب بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، فطالب المغاربة بقطع كل منافذ الهرب من القصر الملكي في المغرب، وكتب أحدهم بسخرية “وحتى مواسير وشبكات صرف المياه ينبغي إخضاعها للمراقبة” لمنع فرار محمد السادس ومسؤوليه من المغرب في حالة سقوط نظامه، كما فتح المجال واسعا للحديث عن فساد الملك وشدوده ومقدار ثروته التي جعلت حتى الإعلام الصهيوني يستغرب من حجمها.
أمام هذه الظروف الكارثية اجتماعيا وأخلاقيا التي جعلت من محمد السادس ملكا جالبا للعار، وجعلت من عزيز أخنوش ملياردير بدرجة مسؤول سام، وجعلت بنكيران من نخبة الأمة وهو أجهلها، وصل الشعب المغربي إلى قناعة بضرورة إرساء جمهورية في المغرب، حتى وان كانت تسلطية، لأنّه سيكون هناك دوما بصيص أمل وأفاق تتمثل في تغيير السلطة وإرساء الديمقراطية.
إقرأ أيضا: النكسة المزدوجة للمغرب و إسبانيا
وفي الأخير يكفي السماع لصرخة هذا المواطن لمعرفة حجم ما يعانيه الشعب المغربي، لقد كتب هذا المواطن: “الحكومة تضيّق الخناق على عيشتنا.. كلشي غلّاوه علينا .. ها المواد الغذائية، ها المحروقات ها الضرائب على الشراء من المنصات الالكترونية .. إذا يوليو يبيعولنا الأوكسجين ويقولونا باش نصلحوا صناديق الدولة وهم حقيقة يصلحون قصورهم ومشاريعهم ومستقبل أحفادهم .. ماذا ننتظر من رئيس حكومة عمّر أكثر من 15 سنة بوزارة الفلاحة ولم يحقق أي مخزون من القمح الصلب؟
0 تعليق على موضوع : الشعب المغربي أفقرته و أتعبته و أذلته الملكية .. يريدوها جمهورية
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))