♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

لهذا السبب الإعلام الإسباني يعاود الحديث عن بيع بلاده للغاز الجزائري للمغرب

 

يبدو أنّ العلاقة الطاقوية بين الجزائر والمملكة الإسبانية المعروفة بكونها جيدة جدا ستواصل إثارة الكثير من اللغط في وسائل الإعلام وفقط و_ليس طبعا في الدوائر الرسمية للبلدين نتيجة العلاقة القوية بين مسؤولي البلدين _ بسبب التسريبات أو الشائعات التي تطلقها المملكة المغربية بين الفينة والأخرى والمرتبطة باتفاق بين المملكتين، يقضي بإعادة مدريد بيع الغاز التي تستورده من الجزائر إلى الرباط،.

إقرأ أيضا: سفير الجزائر لدى دولة قطر يكرم المنتخب الوطني للجمباز

والغريب أنّ كبرى الصحف الإسبانية ماتزال تصدّق هذه المعلومات المغلوطة و الإشاعات المغرضة ، وتبني عليها مقالات مطولة، رغم أنّ الحديث عن إمكانية وصول الغاز الجزائري إلى المغرب عبر إسبانيا غير وارد على الإطلاق، وذلك راجع إلى بند في العقد المبرم بين سوناطراك والشركة الإسبانية “ميتراغاز”

 

 يلزم الشريك الإسباني باستهلاك الغاز الجزائري داخل الحدود الإسبانية ولا يحق له بتحويله خارج إسبانيا لأي طرف كان، وهذا ما كان أكده خبير أسواق النفط مراد بريور قبل أيام لوكالة الأنباء الجزائرية، حيث قال: “بموجب بند وجهة الغاز في العقود المبرمة بين الجزائر وإسبانيا، فإن الأخيرة غير مصرح لها بإعادة بيع الغاز الجزائري لعملاء خارج الأراضي الإسبانية” وهو ما أكده مصدر رسمي وهذا ما يعني أنّ القضية منتهية، وحتى إن كان البعض ذهب عكس ذلك في تفسير تصريحات وزيرة التحول البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا عندما قالت أنّ:

 

 “المغرب طلب الدعم لضمان أمنه الطاقوي على أساس العلاقات التجارية واستجابت إسبانيا بشكل إيجابي لطلبه، كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار آخر”، فالوزيرة الإسبانية وبغض النظر عن إمكانية تجسيد ماقالته على أرض الواقع، فيبقى الأكيد أنّ الغاز الجزائري ليس هو المعني بكلامها، وطبقا لسياسة التضليل تحدثت صحيفة الموندو الإسبانية بأنّ وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب تحدث مع نظيره الإسباني وعبر له عن رفض بلاده أي _الجزائر _ رفض إعادة إسبانيا الغاز الجزائري إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي الأوروبي حيث قالت مصادر بأن وزير الطاقة محمد عرقاب لم يتحدث عن مملكة المغرب لا من قريب ولا من بعيد ولم يذكر إسم المملكة المغربية في مباحثاته مع الجانب الإسباني .

كما أنّ الجميع يعرف أنّ وصول الغاز الجزائري إلى المغرب عن طريق إسبانيا يخضع لقرارات سياسية ولا يمكن للوزير عرقاب حسب المتابعيين مناقشتها مع أي وزير أجنبي وهو ما يبين بوضوح بأن الصحيفة الإسبانية وقعت ضحية تضليل أطراف مغربية.

من جهة أخرى فإنّ تواصل الحديث عن هذا الموضوع الذي تثيره بعض الصحف الإسبانية اعتمادا على تحليلات غير منطقية تصدرها المملكة المغربية يبقى بعيدا عن الواقع، فالكل يعرف أنّ أوروبا بكاملها تعاني عجزا في الغاز منذ أكثر من عام، وهو ما جعل سعره يرتفع بنسبة كبيرة ، ويضاف إلى كل هذا الأزمة (الروسية ـ الأوكرانية) وإمكانية توقف الإمداد الروسي للغاز نحو أوروبا ،وهو ما يجعل الأوروبيين غير قادرين على تأمين احتياجاتهم من الغاز، ومن المستحيل أن يفكروا في بيعه، وهذا ما تؤكده مطالب إيطاليا وإسبانيا للجزائر برفع صادراتها من الغاز نحو هذين البلدين، وهي كلها معطيات تؤكد أنّ ما يثار هنا وهناك عن إمكانية وصول الغاز الجزائري إلى المغرب عن طريق إسبانيا غير عملي ولا يمكن تجسيده على أرض الواقع في الظروف الحالية، حتى ولو تلقت مدريد الضوء الأخضر من الجزائر _ وهو طبعا ما لن يكون_ .

ربما يتساءل البعض عن إثارة الموضوع كل مرة من خلال الإعلام المغربي وحتى الإعلام الإسباني بإيعاز من مقربين من البلاط الملكي المغربي، والجواب واضح، وهو أنّ المملكة المغربية تحاول دائما لعب دور الضحية لكسب تعاطف العرب والمجتمع الدولي، وأنّ الجزائر تمارس ضغوطات على المملكة و الشعب المغربي، وهو ما تنفيه الجزائر في كل مرة، والجميع يعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت الجزائر إلى التخلي عن أنبوب الغاز المغاربي قبل 5أشهر من الآن .

إقرأ أيضا: بيان جديد للأئمة بخصوص صلاة التراويح هذا العام

ورغم نفي السلطات المغربية في بداية الأمر تأثرها بالقرار الجزائري، إلاّ أنّ الأيام أكدت أنّ تصرفات المخزن ستكون نتائجها وخيمة على الاقتصاد المغربي، وهو ما أشارت الصحيفة الإسبانية “إِلْ إسبانيول” عندما كتبت “أنه إذا احتاج المغرب إلى مصانع إعادة تحويل الغاز في إسبانيا لتخزين الغاز الذي يشتريه في الأسواق الدولية، فعليه دفع المزيد مقابل هذا الغاز، أكثر مما دفعه عندما كان يحصل عليه من الجزائر”

الوسوم: أخبار ومقالات