♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
"البزناسية" يلهبون أسعار الأضاحي والزوالية "يتفرجون"
يتفق كل من يدخل إلى أسواق الماشية عبر الوطن أن هناك معادلة أخرى تحدد سيرورة التعامل بين الموال وبين المواطن، طرف ثالث أضحى يمتلك القدرة على تحديد الأسعار وحتى توجيهها إلى صالحه على حساب الموال وعلى حساب المواطن، هذا الطرف يُطلق عليهم تجار المناسبة أو بعبارة أدق " البزانسية " والذين أضحى تحكمهم واضحا وجليا في إدارة عملية البيع والشراء ونحن على بعد أيام من عيد الأضحى المبارك، والدليل على " جبروت " هذا الطرف الثالث وتحكمه في الحركية التجارية في أسواق الماشية أن كلا من الموال أو المواطن يشتكي، الأول يشتكي من إنخفاض الأسعار والثاني يشتكي من إرتفاعها، ليبقى البحث جاريا عن حل لهذه المعادلة، رغم أنها حلها موجود وبحوزة تجار المواشي أو تجار المناسبة والذين تتطعم بهم الأسواق كل يوم، ليذهب الموال والمواطن ضحية لهذا الطرف الثالث حسب تصريحات هؤلاء.
إقرأ أيضا: المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يواجه نظيره التونسي لقطع تأشيرة النهائي
الموالون يؤكدون بأن نشاطهم أضحى غير مجدي !في أسواق الماشية وفور دخولك إليها، تصطدم دوما بتذمر وإستياء الموالين وبكون السوق " حابس " لابيع ولا شراء وبأن المواشي أضحت عبئا عليهم ومن يوم لآخر يتم نقلها عبر الأسواق من دون جدوى وأكثر من ذلك يؤكد هؤلاء على أن الأسعار " هابطة " ومنخفضة جدا وهو الوضع الذي إنعكس عليهم وتسبب لهم في خسائر متواصلة، خاصة وأنهم مجبرون على شراء المزيد من الأعلاف والشعير في ظل الإرتفاع المتواصل لها في الأسواق والتجمعات التجارية.
وأكد موالين، بأن الأضحية يتم تأهيلها طوال العام والتي منها من تأكل قيمتها وأكثر ليقفوا في النهاية على أن الأضحية يستفيد منها التاجر والمواطن فقط والموال لايربح غير التعب.
وتحدث موال بالقول " أسعار المواشي خلال هذا الموسم حافظت على إستقرارها نسبيا فسعر الكبش في العيد الماضي وصل إلى حدود 5 مليون سنتيم إلا أنه سعر نفس الكبش وبنفس المواصفات هو في حدود 5.5 مليون فقط " ـ حسبه ـ كاشفا في حديثه بأن حتى لهفة المواطن في شراء الأضحية تناقصت وحتى إنعدمت مقارنة بالمواسم الماضية، بدليل أن تشبع الأسواق بالمواطنين والذي كان يقف عليه في المواسم الماضية قبل عهد كورونا لم يلمسه في هذه الأيام.
كما تحدث موالون آخرون بأن أسواق المواشي أضحت تتشبع فقط بتجار الموسم، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء " البزانسية " يتحكمون فيما بعد في أسعار المواشي قبيل عيد الأضحى ويرفعون أسعارها كيفا يشاؤون، كما يتم إطلاق إشاعات بإمكانية غلق أسواق الماشية بإعتبار تزايد عدد الإصابات بوباء كورونا بين الفينة والأخرى وهو الوضع الذي يخيف الموالين بشكل كبير، خاصة في ظل إرتفاع أسعار الأعلاف والشعير، وكالعادة يؤكد الموالين بأن مشكلتهم الاساسية هي مع دواوين توزيع الحبوب والتي إعتبروها سبب المشكلة من الأساس، متسائلين ما معنى أن يتم منح الموالين ماوزنه 500 غرام للرأس فقط طيلة عام كامل، فيما يتم إخراج القناطير من الشعير لأشخاص سرعان ما يتم توجيهه إلى السوق السوداء وإعادة بيعها هناك ونفس الوضع مع النخالة.
المواطن يعاكس الموال والأضحية لمن إستطاع إليها سبيلا !
في سياق مغاير لحديث الموالين، أكد مواطنون أن أسعار المواشي تلتهب من يوما لآخر وأن حديث الموالين على أن السوق " حابس " ولابيع ولاشراء مخالف للحقيقة ودليلهم أن العديد من المواطنين عادوا على أعقابهم بعد وقوفهم على أن أسعار الأضاحي لم تعد في متناولهم، الأمر الذي جعلهم يؤجلون عملية إقتناءها إلى الأيام التي تسبق عيد الأضحى لعل الأسعار تعود إلى وضعها وبالتالي يتمكنون من إقتناء الأضحية وإدخال الفرحة إلى بيوتهم وعلى أبناءهم.
وأشار مواطنون إلى أن سعر الكبش العادي وصل إلى 05 ملايين وهو سعر العرض وليس سعر البيع مما يعني بأن الموال يطلب أكثر من هذا السعر، متسائلين مامعنى أن يشتكي الموالين من إنخفاض الأسعار ؟؟ وأضاف هؤلاء بأن شكوى الموالين من تدني الأسعار في كل مرة الهدف منها دوما هو محاولة جلب متسوقين من خارج حدود المنطقة ومواطنين آخرين من ولايات أخرى ليقفوا على إرتفاع أسعارها وهو مايجبرهم على شراء الأضحية عوض العودة بخفي حنين، مؤكدين بأن الأسعار مبالغ فيها، حيث لايتوانى الموالين في تحديد سعر معين، مع إستغلال الوضع الراهن يكون منطلق البيع، ليتطور هذا السعر ويبلغ مستويات قياسية.
هذه حقيقة أسواق المواشي والمتحكمون في أسعار الأضاحي !
قال موالون أن المواسم الماضية كان التعامل محددا بين الموال وبين المواطن بشكل مباشر ودون وساطة، إلى أن ظهر طرف آخر في السنوات الأخيرة وهو التاجر أو " البزناس "، مشيرين في إفادتهم أن تعاملهم خلال المواسم الأخيرة أضحى مع الوسطاء والتجار أكبر من تعاملهم مع المواطن والذين يقدمون على شراء اعداد من المواشي المعروضة في مختلف أسواق الماشية، مؤكدين في سياق ذاته على أن الموال يتعب ويشقى طوال العام من أجل تأهيل الأضحية ليستفيد منها التاجر في الأخير ويبيعها كيفا شاء.
وفي سؤال حول عدم بيع الأضحية إلى المواطن مباشرة، أجاب أحد الموالين بالقول " الموال يدخل إلى السوق من أجل بيع ماشيته ولايريد العودة بها إلى مربطها حتى لايزيد من تكاليفها وهو يسعى إلى بيعها عوض أن تكون عالة عليها لأيام أخرى "، مضيفا بأن هذه الظروف تجعل من الموال يتعامل مع تاجر مباشرة.
0 تعليق على موضوع : "البزناسية" يلهبون أسعار الأضاحي والزوالية "يتفرجون"
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))