♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960: المنعطف الحقيقي في النضال التحرري للجزائر
تحيي الجزائر اليوم ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي تعتبر منعطفا حقيقيا في النضال التحرري للجزائر من خلال اسماع كلمة الشعب على الصعيد الدولي وإبطال فرضيات المدافعين عن جزائر فرنسية، إلى الأبد.
لقد جرت هذه الأحداث التاريخية التي ميزت ذاكرة البشرية في سياق خاص قبل أيام فقط من تاريخ الجلسة التي كانت قد برمجتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لدراسة القضية الجزائرية في 19 ديسمبر تحديدا.
كان رئيس الدولة الفرنسية الجنرال شارل ديغول يعتزم زيارة الجزائر من 9 إلى 12 ديسمبر في الوقت الذي كانت تخطط فيه منظمات متطرفة فرنسية بدعم من وحدات من الجيش لتنظيم مظاهرات تروّج “للجزائر الفرنسية”.
ويتعلق الأمر برسالة كانت موجهة أساسا للجنرال ديغول الذي-يقينا منه بالنجاح الذي لا مناص منه للثورة الجزائرية-كان قد بات يتحدث عن سلم الأبطال والإصلاحات.
في تاريخ 9 ديسمبر بعين تيموشنت، أول محطة للجنرال الفرنسي، نظم متطرفون أوروبيون مظاهرة للتعبير عن رفضهم لأي مبادرة ترمي إلى تحسين الظروف المعيشية للجزائريين، لكنهم فوجئوا بمتظاهرين جزائريين اكتسحوا الشارع للتعبير عن نفاذ صبرهم و المطالبة بالاستقلال.
ومن بين أهم الشعارات التي رددها المتظاهرون الجزائريون “الجزائر جزائرية” والجزائر مسلمة” وفي اليوم الموالي شهد شارع “ايزلي” الذي أصبح مستقبلا شارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة مشادات بين الجزائريين القاطنين بالأحياء الفقيرة بذات المدينة والأوروبيين.
وفي حقيقة الأمر ما كان ذلك سوى بداية لسلسة من المواجهات التي توالت مستقبلا إذ خرج آلاف الجزائريين مساء نفس اليوم تحت أمطار غزيرة حاملين العلم الجزائري مرددين شعارات اهتز لها شارع محمد بلوزداد (بلكور سابقا .
بات حينها من الجلي أن أمرا غير متوقع كان يحدث على مرأى و مسمع المعمرين وقوات الأمن الاستعمارية ولم يكن يخف على أحد حينها مدى تعطش الشعب الجزائري لنيل حريته لكنه ما كان قد اتخذ بعد فعليا أي مبادرة في مستوى عزمه المشهود.
تسارع الأحداث جعل المعمرين وعناصر الدرك الفرنسي والعساكر يتنظمون للتصدي لهذه الهبة الشعبية التي كانت قد أربكتهم فضلا عن أنها كانت ستعطي نفسا جديدا للثورة التحريرية.
وطوال مدة المظاهرات لم يتردد المعمرون عن اللجوء لاستعمال الأسلحة بدعم من المظليين من الكتيبة 18.
وبشارع بلوزداد فور وصول أولى المتظاهرين تعرض رجلان وطفل للقتل رميا برصاص معمر من أعلى أحد البنايات ليتوالى بعدها سقوط الضحايا.
إلا أن ذلك لم يثبط من عزيمة المتظاهرين في شيء إذ واصلوا مسيرتهم حاملين العلم الجزائري عاليا تحت تشجيعات وزغاريد النسوة قبل أن تواجههم صفوف القبعات الزرق.
كان مئات عناصر الدرك الفرنسي قد اصطفوا حينها لقطع الطريق أمام الجزائريين المستشيطين غضبا.
لكن سرعان ما اتضح أن الحشد الكبير للمواطنين الذي كان يكتسح الشارع لم يكن في الحقيقة سوى الصف الأمامي لجيش كامل من المتظاهرين، اذ انضمت مجموعات من الرجال و النساء والأطفال من أعالي حي “صالومبيي” (المدنية) لهذه الثورة الشعبية.
ولتدارك الأمر وخوفا من انفلات الوضع من أيديها قامت قوات الدرك الفرنسي باستدعاء عناصر دعم ليكون المدد عبارة عن عساكر مدججين بالأسلحة ومزودين بسيارات مدرعة وأقل ما يقال عن الحالة التي سادت بعد تلك المواجهة أنها كانت مربكة إلى أبعد حد.
بالفعل حيث تم إطلاق الرصاص هنا وهناك واضرام النار لتغدو المدينة ملبدة بالدخان لا يسمع فيها صوت سوى دوي صفارات انذار سيارات الإسعاف والإطفاء المتوالية.
وفي صباح 11 ديسمبر، كان الجانب الفرنسي يأمل في أن تتلاشى الإرادة الشعبية ولكن حصل العكس.
ففي القصبة، خرج ملايين الأشخاص إلى الشارع وكان رجال الدرك المدعمين بالمظليين يحاولون منعهم من خلال إعاقة مداخل المدينة العتيقة.
و في بلوزداد والمدنية، كانت المظاهرات مستمرة، في حين نشبت مواجهات عنيفة في باب الوادي، بين الجزائريين والأوروبيين، وأخرى مماثلة في غيرها من أحياء المدينة.
وكان العسكريون والمستوطنون يطلقون النار دون تردد مستهدفين الرأس والصدر ولكنهم تفاجئوا بصمود الجزائريين الذين لم يستسلموا بل تحدوا الموت والخوف.
0 تعليق على موضوع : ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960: المنعطف الحقيقي في النضال التحرري للجزائر
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))