♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

كورونا تصيب الإعلام المغربي بالهيجان..؟!

خلال هذا الأسبوع قرأت العديد من المقالات في الإعلام المغربي تتحامل على الجزائر، بتقديم قراءات خاطئة تماما للعديد من القضايا، الأمر الذي يعني أن المغرب يريد من خلال إعلامه تضليل المغاربة أكثر من الهجوم على الجزائر والجزائريين.

إقرأ أيضا: الرئيس تبون يقرر منح مليون سنتيم للعائلات المعوزة

من بين الصحف المغربية التي أصابها وباء كورونا إلى درجة الإرتباك في قراءة الأخبار والمعطيات نذكر على سبيل التدليل فقط، جريدة وجدة سيتي، والمغرب 24، هسبريس، ومغرب أنتلجنس التي تطرقت لها خلال الأسبوع الماضي في مقال نشره موقع الجزائر الآن، وغيرها من الصحف والمقالات التي تنشر في صحف أخرى.

وجدة سيتي: المفروض أن تتحدث عن فتح الحدود

ومن بين ما قرأت، في جريدة وجدة سيتي قولها أن “النظام العسكري الجزائري يبحث عن تلفيق تهم للمغرب لتبرير جميع مشاكله وصدماته وأزماته والإنتفاضات والجفاف والفيضانات والثلوج والزوابع الرملية وانتشار كورونا..والأيادي الخارجية”. وكان ذلك في تبرير عدم تعيين رمطان لعمامرة في منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

ومعلوم أن كل وسائل الإعلام في العالم تحدثت وقالت أن لعمامرة تم اقتراحه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، وتم التحفظ عليه من قبل الولايات المتحدة، وذهبت التحليلات إلى رفضه أيضا من قبل دول عربية متورطة في الملف الليبي، وتعد حليفة للولايات المتحدة. ولم يتم ترشيح لعمامرة من قبل الدولة الجزائرية، إلا الصحف المغربية التي تعتقد أن ذلك هزيمة دبلوماسية للجزائر..

والإعلام المغربي بهذا الشكل يريد فقط أن يعبر عن فرحة زائفة لعدم تعيين جزائري مبعوثا إلى ليبيا، لأن موقف المغرب من الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون مستقلا كما هو الشأن للموقف الجزائري إنما مفروض عليه من قبل الدبلوماسيات المؤثرة فيها، لخدمة أجندات أجنبية بعيدا عن المصلحة الليبية، ناهيك عن مصلحة منطقة المغرب العربي ودول الساحل.

أما اتهام النظام الجزائري بالعسكري، فذلك شق آخر من العقدة المغربية المعبر عنها من خلال وسائل الإعلام، وهو أمر يعكس تنامي المخاوف المغربية، من تنامي احترافية الجيش الجزائري، وزيادة الإلتحام بينه وبين الشعب والمعبر عنه خلال مسيرات الحراك الشعبي المنطلق بتاريخ 22 فبراير 2019، ووضع قدراته في خدمة الشعب في خضم أزمة كورونا العالمية، بتكليف طائرات عسكرية لجلب المعدات الطبية من جمهورية الصين. بينما لم يحدث مثل هذا الإلتحام خلال حراك الريف بالمملكة المغربية..

ثم إن المغرب من خلال مثل هذه القراءات الإعلامية التعيسة ترغب وتتمنى أن تساهم في خلق الفتنة بين الجيش والرئيس وبين الشعب والجيش، ويحق لها أن تحلم، كما يحق لسكان وجدة الذين من المفروض أن تعبر عنهم جريدة وجدة سيتي أن تحلم بفتح الحدود بين الجزائر والمغرب لكي يعود لها انتعاشها الإقتصادي الضائع بمجرد غلق الحدود بين البلدين عام 1994.

فإذا كان النظام الجزائري عسكريا، ويعلق كل مشاكله على المغرب، فلماذا تنظيم تجمعات مغربية للمطالبة بفتح الحدود، هل يوجد عاقل في العالم يفر من الجنة إلى النار، ومن نظام مدني نحو نظام عسكري؟

المغرب 24: انتشار كورونا ليس دليلا على التخلف

من جهتها، جريدة المغرب 24، ترى أن الجزائر هي أضحوكة العالم في زمن الكورونا، وترى أنها تتربع على رأس الوفيات بهذا الوباء. والحقيقة أن هذا ابتكار مغربي يستحق الثناء من قبل الدول الكبرى وخاصة منظمة الأمم المتحدة.

إقرأ أيضا: فيروس كورونا المستجدّ في 47 ولاية بالجزائر

فلو كان عدد الوفيات وحجم الإنتشار مؤشر على التقدم والتخلف، لكان المغرب أكثر تقدما من الولايات المتحدة ومن الدول الأوروبية. ولحد الآن لم يتم اعتماد هذا المؤشر لقياس التقدم إلا من قبل الإعلام المغربي.

ثانيا إن كل المنظرين الإقتصاديين في العالم يأخذون مؤشر الفقر كعامل أساسي لقياس التنمية، هل يستطيع الإعلام المغربي التطرق للفقراء في المملكة؟

أما المساعدات التي تحصلت عليها المغرب، وفي ذهن الإعلام المغربي، لم تتحصل عليها الجزائر، فهذا أولا غير صحيح، وتم الإعلان رسميا عن تلك المساعدات. ثانيا يبدو أن الإعلام المغربي يجهل أن “الدولة المانحة أفضل من الدولة الممنوحة” وأصبحت قوة الدول في العالم تقاس على هذا الأساس.

جزائريو المهجر قوة دعم ضاربة

وفي مقال آخر لجريدة المغرب 24 قالت أن حكومة تبون تتسول الصدقات من الجالية الجزائرية. ولو كان للإعلام المغربي نوعا بسيطا من المهنية، وكلف نفسه قليلا فقط لأدرك أن الرئيس تبون وبتاريخ 31 مارس أعلن أن الجزائر قادرة على تسخير 1 مليار دولار لمكافحة وباء كورونا، وأنها خصصت منحة لكل عمال قطاع الصحة وقطاعات أخرى المعنية بمحاربة وباء كورونا، للتدليل على أنها لا تشحت من شعبها، بل تكرمه.

ثم إن الرئيس تبون هو أول رئيس أجلى رعاياه من الخارج، من أكثر من 60 بلدا، وكانت الطائرات الجزائرية تعيد على متنها الأشقاء والأصدقاء أيضا، ولقى ذلك استحسانا عربيا واسعا، ولا نلوم أي دولة رفضت إجلاء رعاياها.

كما أن الحكومة الجزائرية لم تقم سوى بتنظيم التبرعات أمام ضغط الهبة الوطنية من داخل وخارج الوطن، ولم يكن ذلك شحتا إطلاقا، لأن المخزون الإستراتيجي للغذاء في الجزائر يمكن أن يستخرجه الإعلام المغربي من تصريحات مسؤولين جزائريين للإعلام الوطني.

أما بخصوص الجالية فإن المغاربة يعلمون جيدا أن المغتربين الجزائريين هم من أسسوا نجم شمال إفريقيا لتحرير شمال إفريقيا من المستعمر، ويعلمون أن النجم تحول إلى نجم جزائري بسبب تقاعس الآخرين.

ثم لا يمكن للإعلام المغربي أن ينسى بسهولة مدى ارتباط الجالية الجزائرية في الخارج بوطنها الأم، للتذكير فقط ما حدث في أم درمان بالسودان عام 2009 والجسر الجوي الذي أدهش العالم. وبالتالي فإن الحدث عن تضامن الجالية الجزائرية مع شعبها ودولتها ليس سوى من باب الحسد من جهة، ورسالة شحت للجالية المغربية من جهة أخرى.

بدون أن ننسى القرارات الهامة التي اتخذها الرئيس تبون لصالح الجالية الجزائرية، وأترك الإعلام المغربي يستخرجها.

أما التساؤل الوقح لذات الجريدة: “أين أموال الشعب يا تبون” فلا أحد يصدق أن الإعلام المغربي يشفق على الشعب الجزائري، فهو يعلم أن الدولة الجزائرية قوية، وشاهد كيف كانت الأموال الجزائرية تأتي شحنات من المعدات الطبية على متن الطائرات العسكرية. ومع ذلك فالشعب الجزائري يقف إلى جانب الدولة حتى لو كانت من أغنى دول العالم.

الوسوم: أخبار ومقالات