♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

ملعب مولاي عبد الله بالرباط يكشف عدم جاهزية المغرب لتنظيم كأس إفريقيا 2025

كشف مسؤولو ملعب مولاي عبد الله بالرباط عدم جاهزية المغرب لتنظيم كأس إفريقيا 2025 حيث لم يتبقَ سوى أشهر قليلة على انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025، لكن ملعب مولاي عبد الله في الرباط، الذي يُفترض أن يكون أحد أبرز ساحات البطولة ويستضيف مباريات المنتخب الجزائري، ما زال يشهد تأخيرات غير مبررة في أشغال البناء. هذا التأخير أثار موجة من القلق والتساؤلات حول جاهزية المغرب لاستضافة الحدث القاري، خاصة مع كثرة التدخلات العاجلة ومحاولات التعويض التي توصف بالعشوائية. 

إقرأ أيضا: وفاة أربعة أفراد من الحماية المدنية إثر سقوط طائرة استطلاع بجيجل

رغم أن رئيس الجامعة الملكية المغربية، فوزي لقجع، كان قد أعلن بُشرى الانتهاء من الأشغال قبل 31 جويلية، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث استدعت الحالة نقل أعداد كبيرة من العمال من مشروع بناء المستشفى الجامعي ابن سينا إلى الورشات، في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما أدى إلى زيادة الحوادث المهنية وتراجع مستوى التنظيم.

هذا الواقع يطرح علامات استفهام عميقة، ليس فقط حول قدرات المغرب التنظيمية، بل أيضًا عن مدى شفافية ومعايير اختيار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) للدول المضيفة، في ظل وجود الجزائر التي تمتلك ملاعب ومرافق متطورة وجاهزة تستحق أن تكون نقطة انطلاق لأي بطولة كبرى في المنطقة.

تأخر تسليم الملعب وتداعياته على استعدادات البطولة

يأتي تأخر أشغال ملعب مولاي عبد الله في وقت حساس للغاية، مع اقتراب انطلاق البطولة التي تستقطب أنظار ملايين المشجعين الأفارقة والعالميين. المواعيد الرسمية لتسليم الملعب لم تُحترم، مما يضع منظمي البطولة في موقف حرج مع ضرورة ضمان جاهزية الملاعب لاستقبال المباريات بشكل يليق بمستوى الحدث.

المعطيات تشير إلى أن هذا التأخير قد ينعكس سلبًا على سير البطولة، لا سيما فيما يتعلق بالتنظيم اللوجستي والراحة الفنية للاعبين والجماهير، وهو ما سيفضح بالتأكيد المغرب ومن خلفها الاتحاد الإفريقي، الذي مايزال يبدو عاجزا عن الوقوف في وجه الهيمنة المغربية داخل دواليبه.

إجراءات استعجالية بمخاطر مهنية متزايدة

في ظل ضغط الوقت، لجأت الجامعة الملكية المغربية إلى نقل أعداد كبيرة من العمال من مشروع بناء مستشفى ابن سينا الجامعي إلى ورشات بناء الملعب، ما ساهم في تسريع العمل ولكنه أدى أيضًا إلى ارتفاع نسبة الحوادث المهنية.

هذه الخطوة، رغم ضرورتها، تكشف عن ضعف في التخطيط المسبق والإدارة، حيث تزايدت الحوادث وسط ظروف عمل صعبة وضغوط متواصلة على العمال، ما يطرح تساؤلات عن سلامة وجودة التنفيذ في مشروع حيوي كهذا.

مقارنة بين البنية التحتية الرياضية في المغرب والجزائر

في الوقت الذي تتأرجح فيه جاهزية الملاعب المغربية، تمتلك الجزائر منشآت رياضية حديثة ومتطورة، بينها ملاعب مستوفية لأحدث معايير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، ومستشفيات ميدانية وتجهيزات لوجستية متكاملة، جعلتها مرشحة دائمة لاستضافة تظاهرات رياضية كبيرة.

هذا الواقع يعزز الجدل حول اختيار المغرب لاستضافة البطولة، ويطرح علامات استفهام بشأن المعايير التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في منح هذا الشرف، خصوصًا وأن الجزائر تبدو جاهزة أكثر من أي وقت مضى.

تداعيات سياسية وتنظيمية وتأثيرها على الرياضة الإفريقية

الجدل حول اختيار الدول المضيفة لا يقتصر على الجوانب الفنية فقط، بل يمتد إلى الأبعاد السياسية والتنظيمية، حيث تلعب العلاقات والضغوط أحيانًا دورًا أكبر من المعايير التقنية.

هذا الوضع يهدد بخلق توترات داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ويؤثر على مصداقية التظاهرات الرياضية، ما يتطلب مراجعة شاملة للسياسات المعتمدة في اختيار البلدان المنظمة، من أجل تعزيز مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الدول الإفريقية.

ضرورة الاستثمار في بنية رياضية مستدامة في القارة

تجارب السنوات الأخيرة أظهرت أن الاعتماد على مشاريع مؤقتة أو تكديس العمالة في اللحظات الأخيرة يؤدي إلى نتائج متواضعة ومخاطر كبيرة، ويهدد سمعة الدول المضيفة. 

إقرأ أيضا: فيغولي يفاجئ الجميع .. هذه وجهته الجديدة

لذا، يجب على الدول الإفريقية، العمل على تطوير بنى تحتية رياضية متينة ومستدامة، تضمن قدرة استضافة فعالة ومسؤولة للبطولات، وتحافظ على سلامة الجميع، وتعزز مكانة القارة في الساحة الرياضية العالمية.

 

الوسوم: أخبار الرياضة