♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
صراحة عدلي الجارحة أشرف من نفاق شرقي
ريان شرقي لم يكن واضحًا يومًا، لكنه نجح في تمرير نفسه على أنه ابن الجزائر المنتظر. كثيرون من أنصار الخضر صدقوا ابتساماته المبهمة، تعليقاته العائمة، وتلميحاته الغامضة. تصرّف كأنّه في مسرحية، يحفظ دوره جيدًا: لا يقول شيئًا حاسمًا، ولا يغلق الباب نهائيًا.
إقرأ أيضا: بكلمات تنبض بروح جزائرية.. سلوفينيا تسمي ما يحدث في غزة: إبادة جماعية
فتح موضوع المنتخب الجزائري كلما احتاج إلى رفع أسهمه في فرنسا، ثم أغلقه حين جاءه أول اتصال من ديديي ديشان. اليوم، يصف البعض ما فعله لاعب أولمبيك ليون بـ”الخيار الرياضي”، بينما هو في حقيقته استغلال سياسي بلباس رياضي.. الخيار الرياضي لا يعني النفاق.
الذين يبرّرون انسحاب شرقي بأنه “خيار رياضي محض”، عليهم أن يتأملوا جيدًا ما فعله ياسين عدلي. عدلي لم يراوغ ولم يختبئ، رفض تمثيل الجزائر عندما طُرح عليه الأمر، رغم أنه لم يكن ضمن مخططات المنتخب الفرنسي، لم يضع قدماً هنا وقدماً هناك، قال لا بوجه مكشوف.
ورغم أن الكثيرين رأوا في موقفه خذلانًا، إلا أنّ وضوحه المؤلم كان أقرب إلى مواقف الرجال. لم يستغل الجزائر كورقة تفاوض، لم يستخدم القميص الوطني كجسر نحو منتخب آخر، رفض، وانتهى الأمر. لم يربح، لكنه لم يكذب.
أما شرقي، فكل تصرفاته كانت محسوبة بإتقان، عرف كيف يلعب على الحبال، كيف يصدّر الضباب، ويُبقي الجميع في حالة انتظار، وحين تأكد من استدعائه لفرنسا، رمى كل تلك التلميحات في سلة المهملات دون حتى جملة تفسير أو اعتذار.
من يصف هذا السلوك بأنه “خيار رياضي” يبرّر الخداع، ويغضّ الطرف عن قلة الاحترام. الخيار الرياضي لا يبرّر الاستغلال، ولا يسوّغ المراوغة، ولا يبرئ من التلاعب بعواطف جمهور يبحث فقط عن الصدق.
عدلي طعن، لكنه لم يختبئ
الفرق بين عدلي وشرقي، أن الأول خذل الجماهير مباشرة، أما الثاني فخانها في صمت. عدلي رفض تمثيل الجزائر وهو في وضعية ضبابية مع فرنسا، شرقي استغل الجزائر وهو يعلم أنّه سيختار فرنسا متى سمحت الفرصة. الطعن المؤلم أفضل من الطعن الجبان، والرجل الذي يرفضك بصراحة، خير من الذي يستعملك كورقة تفاوض.
وهنا يظهر اسم مغناس أكليوش، الذي يسير بخطى ثابتة في نفس الطريق. نفس الغموض، نفس الضبابية، نفس التصريحات التي لا تعني شيئًا ولا تقول شيئًا، يرفض الحسم، يتجنّب الوضوح، ويتعامل مع فكرة تمثيل الجزائر كخيار مؤجل إلى أن تتضح معالم مستقبله مع فرنسا.
ما يقوم به لا يختلف كثيرًا عما فعله شرقي، حتى وإن لم يُحسم بعد. التشابه واضح، والتكرار ممل، والنتيجة شبه مؤكدة إن استمر على هذا النهج. لا أحد يُجبره على الاختيار، لكن لا أحد مطالب بمنحه الثقة أيضًا.
إقرأ أيضا: توتنهام يحرز لقب الدوري الأوروبي على حساب مانشستر يونايتد
الذين يتعاملون مع الجزائر كخطة “ب”، لا يستحقون أن يكونوا جزءًا منها “أصلًا”. ريان شرقي لم يخيّب الآمال فقط، بل استغل ثقة أنصار الخضر، وياسين عدلي، رغم قسوته، كشف معدن رجل، أما أكليوش، فما زال في طور التمثيل، بانتظار أن يُثبت العكس… أو يُكمل المسار المفضوح.
0 تعليق على موضوع : صراحة عدلي الجارحة أشرف من نفاق شرقي
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))