♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
لو كان للتهور تمثال… لكان برونو روتايو هو النحات والنموذج والمصفّق الوحيد
لو كان للتهور تمثال، لكان برونو روتايو هو النحات، والنموذج، والمشاهد الذي يصفق بالغلط. هذه ليست مبالغة، بل توصيف دقيق لشخصية سياسية تسير بثقة مدهشة نحو العبث، وكأنها دون كيشوت يلوّح بسيفه الخشبي في مواجهة طواحين الهواء، مقتنعًا أنه يخوض معركة مجيدة ضد وحوش لا يراها أحد سواه.
إقرأ أيضا: حكم من ليبيا لإدارة لقاء بركان و السي أس سي
روتايو، الذي يضع اسمه بين كبار الجمهورية الخامسة، يتعامل مع الجزائر وكأنها عدو وهمي، صنعه خياله المتآكل من فرط الحنين الاستعماري. يطلق التصريحات النارية بوجه عبوس، يرفع سبابته وكأننا في مسرحية رديئة الإخراج، ثم يظن أن التصفيق سيأتي من خلف الستار. والحقيقة؟ لا أحد يصفق… سوى هو.
ولأن التهور، كعادته، لا يأتي وحيدًا، جاءت حادثة توقيف موظف قنصلي جزائري في باريس، لتُضاف إلى سلسلة التجاوزات التي تُثبت أن بعض العقول في الجمهورية الخامسة ما زالت تسكن زمن الجمهورية الاستعمارية. توقيف رجل يتمتع بحصانة دبلوماسية لا يُعد فقط خرقًا للقانون الدولي، بل يُجسد بشكل فاضح سياسة قصر النظر المتعمد، التي تظن أن الكبرياء الفرنسي يُرمم بإهانة شركاء السيادة.
لكن الجزائر، التي باتت تعرف جيدًا كيف تردّ، فعلت ما يليق بها: طردت 12 موظفًا من السفارة الفرنسية، وأمهلتهم 48 ساعة لمغادرة التراب الوطني. كان ذلك فعلًا سياديًا بامتياز، لا يعرف أنصاف الحلول، ولا يجامل في كرامة البلاد.
وفيما الجزائر تثبت أنها لا تساوم في السيادة، يواصل روتايو لعب دور “إيكاروس” في الأسطورة الإغريقية، ذاك الفتى الذي صنع جناحين من الشمع وطار بهما نحو الشمس، دون أن يدرك أنّ الشمس تحرق. ظنّ روتايو أنّ الصعود في سماء الشعبوية سيمكنه من التحليق فوق الجميع، لكنه لا يدرك أنّ الأوهام تذوب عند أول تماس مع واقعٍ أكثر صلابة ووعيًا.
هو لا يرى في الفوضى شيئًا سوى فرصة للاستعراض. يخلط الجرأة بالجهل، والحزم بالتهريج، ويتحدث عن الجزائر كما يتحدث هاوٍ في حانة عن حرب لم يخضها. يصطنع نبرة الحزم، بينما يرتجف خطابه من فقر تحليلي لا يداويه إلا المزيد من الصراخ.
إقرأ أيضا: الخارجية الجزائرية: طرد 12 موظفا عاملين بالسفارة الفرنسية وممثلياتها القنصلية
برونو روتايو ليس سياسيًا بقدر ما هو كاريكاتور لشخصية فقدت البوصلة. رجل دخل المشهد السياسي حاملاً مطرقة، لا ليبني شيئًا، بل ليهدم ما تبقى من جسور المنطق والاحترام. وهو حين يتحدث، لا يمثل فرنسا، بل يمثل ما تبقى من خيال استعماري، تأكله العقد وتغذيه الكراهية المجانية. ولو قُدّر للتهور أن يطلب ناطقًا رسميًا، لاختاره بلا تردد. وربما، يومًا ما، سيُعرض تمثاله في متحف الأخطاء، بجوار دون كيشوت وإيكاروس، في جناح خاص عنوانه: كيف لا تكون رجل دولة.
0 تعليق على موضوع : لو كان للتهور تمثال… لكان برونو روتايو هو النحات والنموذج والمصفّق الوحيد
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))