♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
رحابي: “ماكرون نكث بوعده لتبون بشأن الصحراء الغربية”
اتهم الوزير والدبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتراجع عن تعهد شخصي قدمه للرئيس عبد المجيد تبون بخصوص موقف باريس من قضية الصحراء الغربية. وأكد أنّ ماكرون لم يلتزم بما وعد به، بل خالف تعهداته عدة مرات، ليس فقط مع تبون بل حتى مع وزير الخارجية الأسبق رمضان لعمامرة.
إقرأ أيضا: مانشستر سيتي يضع إبراهيم مازا ضمن حساباته لخلافة دي بروين
وخلال استضافته في برنامج “تساؤلات” على “قناة النهار”، أشار رحابي إلى أنّ ماكرون انقلب على الموقف التقليدي لفرنسا في ملف الصحراء الغربية، رغم وعود متكررة بعدم المساس به. وأضاف أنّ الأزمة الحالية مع باريس ليست الأولى، لكنّها الأشد من حيث الحدة، مشيرًا إلى أنّ الشرارة انطلقت بعد توقيف موظف قنصلي جزائري يتمتع ببعض الحصانات، في خطوة رأى فيها تجاهلاً للأعراف الدبلوماسية، حيث كان بإمكان فرنسا ببساطة طلب ترحيله بدلًا من إثارة أزمة.
وزير الداخلية الفرنسي وراء تعميق الأزمة
وحمّل رحابي وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، مسؤولية تعقيد الوضع وإفشال محاولات التهدئة، بسبب تصريحاته العدائية وتدخله في ملف العلاقات الثنائية. ورأى أن فرنسا تعيش فوضى في إدارة علاقتها بالجزائر، مستدلًا بمنح هذا الملف الحساس لوزير داخلية معروف بعدائه التاريخي للجزائر.
وأكد أن الجزائر تملك كل الحق في رفض التعامل مع روتايو، الذي تحول ـ حسبه ـ إلى “الناطق الرسمي” باسم الحكومة الفرنسية بشأن الجزائر، متجاوزًا حتى رئيس الجمهورية. وقال رحابي إن هذا التوجه يعكس تخبطًا في السلطة الفرنسية وتخلي ماكرون عن السيطرة على ملف ظل دائمًا تحت إشراف مباشر من قصر الإليزي.
النفوذ الفرنسي انتهى
وشدّد رحابي على أنّ الحديث عن نفوذ فرنسي في الجزائر أصبح من الماضي، ووصفه بأنّه “وهم” لا يعكس الواقع الجديد بعد الاستقلال. وأوضح أن الجزائر تحررت سياسيًا واقتصاديًا من أي تبعية، ورفضت منذ البداية الانخراط في منطقة الفرنك أو أي تحالفات عسكرية تابعة لفرنسا أو حلفائها.
كما ذكّر أن الجزائر تعرضت في الماضي لأزمات أكثر حدة من الأزمة الحالية، خاصة بعد تأميم المحروقات سنة 1971، وما تبعها من اعتداءات على الجالية الجزائرية وترحيل عشرات الآلاف سنويًا، فضلًا عن الهجوم على القنصلية الجزائرية بمرسيليا.
الإسلام والهجرة… ورقة انتخابية مفضّلة في فرنسا
وانتقد رحابي استغلال بعض السياسيين الفرنسيين لملف الهجرة والإسلام كورقة انتخابية، على غرار ما فعله نيكولا ساركوزي في 2007. وأشار إلى أن هذه الملفات باتت تحتل واجهة الخطاب السياسي الفرنسي، خاصة من قبل التيارات اليمينية التي تحنّ إلى “الجزائر الفرنسية”.
وقال إن الحملة الإعلامية الشرسة التي تشنها بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد الجزائر تهدف إلى شيطنة البلد والجالية الجزائرية المقيمة هناك، محذرًا من انعكاساتها السلبية على وضع هذه الجالية وزيادة منسوب القلق في أوساطها.
التصعيد الفرنسي زاد من تعقيد الأزمة
وفي حديثه عن التطورات الأخيرة، أشار رحابي إلى أن باريس فقدت أي قدرة على التأثير في القرار الجزائري، وأن لغة التهديد لم تعد تُجدي نفعًا. كما رفض طرح الخيار بين التصعيد أو الحوار، مؤكدًا أن المسار الوحيد الممكن هو بناء علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل.
وانتقد التصريحات المتشنجة لبعض المسؤولين الفرنسيين، مشيرًا إلى أنها تُغذي التوتر ولا تساهم في التهدئة، خصوصًا في ظرف دولي دقيق يستدعي تعزيز التعاون وليس تغذية النزاعات.
تغيير في الموقف الفرنسي من الصحراء… نقطة اللاعودة
وتعود جذور الأزمة الأخيرة إلى جويلية 2024، حين قررت الجزائر سحب سفيرها من باريس، ردًا على إعلان ماكرون دعم مشروع الحكم الذاتي المغربي ووصفه بـ”الحل الوحيد” لنزاع الصحراء، في خروج واضح عن الموقف التقليدي الفرنسي الداعم للمسار الأممي.
إقرأ أيضا: منصوري:” إفريقيا مطالبة اليوم بتحصين نفسها ضد الاستعمار الجديد”
وفي أفريل الجاري، زادت الأزمة تعقيدًا بعد تجديد وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته للرباط تأكيده أن “الصحراء جزء لا يتجزأ من السيادة المغربية”، وهو ما أثار استنكار الجزائر التي تعتبر هذا الموقف منحازًا وغير مقبول.
0 تعليق على موضوع : رحابي: “ماكرون نكث بوعده لتبون بشأن الصحراء الغربية”
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))