♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
رحيل الشاهدة الأخيرة على تحرير بيان أول نوفمبر
صفحة أخرى من صفحات تاريخ الجزائر الطويل ضد الاستعمار الفرنسي، وذلك بوفاة المجاهدة لويزة ياحي، أرملة المجاهد علي زعموم، التي تُعتبر الشَّاهدة الأخيرة على تحرير بيان ثورة 1 نوفمبر 1954. وتوفيت المناضلة المجاهدة، أول أمس الخميس، عن عمر ناهز الـ83 سنة، وهي التي استقبلت رفقة زوجها في منزلها بايغيل إيمولا بولاية تيزي وزو المجاهدين التاريخيين الذين شاركوا في طبع الصياغة الأخيرة لبيان أول نوفمبر 1954، الذي يعتبر الوثيقة التي رسمت ملامح الثورة التحريرية وسَطَّرت مبادئها.
إقرأ أيضا: بن شيخة يودع دوري أبطال افريقيا
وقد شهدت “نا لويزة” كما تُلقب من طرف سكان المنطقة، طبع البيان على الآلة الرَّاقنة التي نقلت بعدها إلى متحف المجاهد بالجزائر العاصمة، حيث لا تزال هناك. وإثر هذا المصاب، بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة برسالة تعزية الى عائلة الفقيدة، ذكر فيها بمناقب الراحلة التي “عملت تحت إشراف زوجها علي زعموم لتحضير وتوفير الظروف الملائمة لطبع بيان أول نوفمبر 1954 بمنزل المجاهد إيدير رابح بقرية إيغيل إيمولا، والذي يعد معلما تاريخيا شاهدا على هذه المحطة المفصلية في تاريخنا المجيد”.
وأضاف في هذا السياق: “إننا نودع فيها هذا اليوم من شهر رمضان الفضيل المناقب الثورية وروح الإخلاص للجزائر والحرص على تماسك اللحمة الوطنية ومواصلة الدرب في كنف التآزر من أجل عز الجزائر ومجدها”.
من جهته، تقدم والي ولاية تيزي وزو، دومي جيلالي، بخالص التعازي وصادق المواساة إلى كافة أفراد عائلة المرحومة والأسرة الثورية، راجيا من المولى العلي القدير أن يتغمد روح الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان.
ويُعتبر علي زعموم، المتوفى سنة 2004، مجاهدا من الرَّعيل الأوَّل، حيث وُلد سنة 1933، بايغيل إيمولا بجبال جرجرة، واِلتحق بحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وسجن سنة 1953، وألقي القبض عليه بعد اندلاع ثورة التحرير سنة 1955 إثر اشتباك ضد الجيش الفرنسي، حيث حكم عليه بالإعدام رفقة المجاهد أحمد زبانة، الذي يعتبر أول من نفذ عليه حكم الإعدام بالمقصلة.
لكن زعموم بقي في السجن إلى غاية الاستقلال، حيث أنشأ بعدها جمعية خيرية أطلق عليها تسمية “تاغمات-الإخوة” إلى غاية وفاته. وعن خلفيات تحرير بيان أول نوفمبر في منزله، قال علي زعموم في مذكراته المعنونة بـ”ثمورث إيمازيغان- أرض الرجال الأحرار”، إنّ “المجاهد كريم بلقاسم سلمه نص البيان المحرر من طرف المجاهدين محمد بوضياف، ومراد ديدوش، وكلفه برقنه على الآلة من طرف الصحافي محمد العيشاوي لتوزيعها على باقي مناطق الوطن”.
أما عن بيان أول نوفمبر 1954، فقد كانت لجنة الست (مكونة من ستة مجاهدين حضروا للثورة التحريرية) قد انتدبت كلا من محمد بوضياف وديدوش مراد لتحرير الصياغة النهائية للوثيقة، بعد وضع خطوطه العريضة في اجتماع انعقد بتاريخ 10 أكتوبر 1954 في الجزائر العاصمة.
إقرأ أيضا: صادي سلم بيتكوفيتش ثلاثة أسماء جديدة لتدعيم الخضر
وبعد الانتهاء من صياغة بيان أول نوفمبر 1954م ومراجعته تم انتداب العيشاوي لمواصلة المهمة من طرف كريم بلقاسم، من خلال رقنه وسحبه بقرية إيغيل إيمولا في ولاية تيزي وزو، تحت إشراف علي زعموم، ومسؤول المنطقة الرابعة رابح بيطاط. وفي تصريح لها قبل وفاتها استحضرت لويزة ياحي تلك المرحلة قائلة: “نحن النساء كنا نتدخل في أعمال الرجال، علمت حينها أنّ الخطب هام، لكن من دون إلمام بالتفاصيل”.
0 تعليق على موضوع : رحيل الشاهدة الأخيرة على تحرير بيان أول نوفمبر
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))