♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

إسبانيا توافق على رفع سعر الغاز الجزائري وبأثر رجعي

كشفت صحيفة “الكونفيدونسيال”، نقلا عن مصادر مطلعة بأنّ مفاوضي شركة الغاز والكهرباء الإسبانية “ناتورجي”، قد قبلوا شروط سوناطراك بخصوص مراجعة أسعار الغاز، في ظل الأزمة العالمية وارتفاع الأسعار، خصوصا وأنّ المؤسسة وقّعت على حق الجزائر في هذا الطلب خلال العقد.ووفق ذات المصدر فإنّ سوناطراك قد تضاعف سعر الغاز الموجه إلى إسبانيا 5 أضعاف السعر التفضيلي الذي كانت تدفعه مدريد في السابق قبل اندلاع الأزمة، حيث كانت سوناطراك تتمسك بضرورة رفع الأسعار في العقد إلى 75 في المائة من أسعار في الأسواق العالمية حاليا.

إقرأ أيضا: ايمان خليف تتأهل الى نهائي البطولة الافريقية بالموزمبيق

ولا يمكن للطرف الإسباني الاعتراض على ذلك، لأنّ الأسعار الحالية أكثر بكثير، حيث اشترطت اسبانيا فقط أن يكون معدل الأسعار الجديد محددا لسنتين فقط، مع إمكانية مراجعتها في حال عادت الأسعار إلى سابق عهدها، وهذا ما يندرج في اتفاق التصدير الموقع عليه سابقا.وتبلغ العقود الآجلة في السوق الأيبيرية لعام 2024 أكثر من 114 أورو لكل ميغاواط ساعة، أي أقل من السعر الحالي، كما أنّ الاتفاق بين الشركتين خلص إلى رفع الأسعار بأثر رجعي، ابتداء من شهر نوفمبر 2021.

وأكدت الصحيفة أنّ نقطة الخلاف المتبقية بين الشركتين تتعلق بمدة زيادة الأسعار، إذ تصر الجزائر على ثلاث سنوات قادمة، فيما ترى مدريد أن سنتين مدة كافية، باعتبار أنّ الأسعار يمكن أن تعود إلى طبيعتها خلال تلك الفترة.وكان الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك ، توفيق حكار، قد أكد في تصريحات إعلامية، أنّ الجزائر سترفع أسعار الغاز بالنسبة لإسبانيا حصراً، وليس لدول أوروبية أخرى.

وفي سياق متصل دفعت المقاطعة التجارية التي فرضتها الجزائر على إسبانيا، في ظل أزمتها الدبلوماسية معها، للخروج عن الإجماع الأوروبي فيما يخص العقوبات التي فرضها الاتحاد على روسيا، حيث زادت إسبانيا من حجم وارداتها من الغاز الروسي في ظل تقليص كمية الغاز الجزائري المصدر إليها.

وكشفت الإحصائيات المتعلقة بواردات إسبانيا من الغاز خلال شهر أوت الماضي، عن تواصل تقلص كمية الواردات الغازية لإسبانيا من الجزائر، مقابل ارتفاع متواصل في الاستيراد من الولايات المتحدة الأمريكية وتضاعف استيراد الغاز من روسيا.
وحسب ما أورده موقع “أوروبا بريس” فإنّ واردات إسبانيا من الغاز الجزائري خلال أوت الماضي تراجعت بنسبة 34,8 بالمائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، في حين عرفت الواردات الإسبانية من الغاز الروسي أكبر ارتفاع نسبي خلال هذا الشهر حيث تجاوز الارتفاع نسبة 102,19 بالمائة مقارنة بنفس الشهر من سنة 2021.

ووفق ذات المصدر، فإنّ الولايات المتحدة لازالت مستمرة على رأس أكبر موردي إسبانيا بالغاز خلال الشهر الماضي، مثلما كان عليه الحال في الشهور الأخيرة، حيث بلغت نسبة الارتفاع إلى أكثر من 92 بالمائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

ويأتي التطور الأخير في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين، والتي فجرها “الانقلاب التاريخي” لحكومة سانتشيز على موقف إسبانيا من قضية الصحراء الغربية، ودعمها للاحتلال المغربي بعد تبنيها لحل الحكم الذاتي الذي يقترحه المخزن، ما دفع الجزائر إلى قطع علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع مدريد والإبقاء فقط على اتفاق الغاز.

إقرأ أيضا: تفاصيل مسابقة لتوظيف ضباط و أعوان إعادة التربية

وتمكنت إسبانيا خلال الشهور الأخيرة من رفع وارداتها من الغاز الأمريكي بالخصوص، لتُصبح واشنطن في ظرف لا يتعدى شهور قليلة من اعتلاء صدارة البلدان الأكثر تصديرا للغاز إلى إسبانيا، بعدما كانت الجزائر على رأس القائمة لمدة عقود، إلا أن هذا القرار كلف إسبانيا الكثير حيث ارتفعت فاتورة استيراد الغاز بأكثر من 330 بالمائة في الأشهر الأولى للنزاع الأوكراني، وهي مرشحة للارتفاع أكثر في الأشهر الأخيرة.

الوسوم: أخبار ومقالات