♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
حزن و حداد ديبوماسي بالمغرب
عندما قال ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي أنّ هناك توجيهات ملكية بعدم الرد على ما وصفه بالتصعيد الجزائري، راحت وسائل إعلام المخزن تهلل لهذا التوجه واصفة إياه بالحكمة الملكية، في وقت استغرب الكثير من المتابعين، ما جاء على لسان بوريطة وهو المعروف عنه أنّه ينفخ في أي رماد من أجل إشعال الفتن، وأنّه من هواة الصيد في المياه العكرة.
إقرأ أيضا: التحكيم الجزائري حاضر في مونديال قطر
الأيام التي تلت تلك التصريحات أعطت التفسير اللازم عن غاية بوريطة من وراء ذاك التصريح، لأنّ الرجل أُرغم على وضع رأسه في الرمل بعد التصريحات المضادة التي تلقاها من تركيا والاتحاد الأوروبي بخصوص افتراءاته المتواصلة بخصوص قضية الصحراء الغربية.فتركيا لم تنتظر أكثر من 24 ساعة لتخرج بتصريح قوي تؤكد فيه دعمها للمقترح الأممي بخصوص الصحراء الغربية، والقاضي بأحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، في وقت استغل بوريطة “منتدى محاربة الإرهاب” المنعقد بمراكش ، ليصرّح على لسان مولود أوغلو وزير الخارجية التركي ويقول أنّ تركيا تدّعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وهي صفعة أعادت بوريطة إلى حجمه الطبيعي، خاصة أنّ الديبلوماسية التركية معروفة بمواقفها الصريحة التي لا تقبل التأويل، ولكن “المخزن” ولأنّه لا يعرف الأتراك اعتقد أنّ أردوغان قد لا يعطي أهمية لهذا التزييف، أو قد يكتفي بمكالمة هاتفية عن طريق سفيره في الرباط يلوم فيها وزارة الخارجية المغربية، بعيدا عن وسائل الإعلام.
نظام المخزن المغربي الذي اعتقد أنّه استولى على الصحراء الغربية بعد تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اعتقد مرة أخرى أنّ تغيير بيدرو سانتشيز لموقف إسبانيا من القضية الصحراوية تحت الابتزاز، سيجعل كل أوروبا تصطف وتنتظر دورها لمباركة مغربية الصحراء، ولكن الأمر لم يطل كثيرا أيضا ليظهر مفوّض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بوريل، ليوجه صفعة أخرى لبوريطة قبل أن يستفيق من صفعة الأتراك، وهنا أحاول أن أتخيّل المكان الذي كان فيه بوريطة وهو يستمع لبوريل وهو يقول: “يرى الاتحاد الأوروبي أنّه يجب معالجة جميع القضايا المتعلقة بمسألة الصحراء الغربية ووضعها، بما يتوافق مع القانون الدولي، في إطار المفاوضات الجارية تحت قيادة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا”.
قبل أن يضيف: “موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الصحراء الغربية، والذي يعكس وجهة النظر المشتركة القائمة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يتمثل في تقديم الدعم الكامل للجهود التي تقودها الأمم المتحدة من أجل عملية سياسية بهدف الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي”
هذا الموقف يعكس موقف الاتحاد الأوروبي الذي يضم إسبانيا، وهو ما يؤكد أنّ رسالة بيدرو سانتشيز إلى الملك المغربي الذي اعتبرها المغاربة مكتوبة بماء الذهب، لا تغيّر إطلاقا من موقف الأوروبيين، ورغم المناورات التي مايزال يقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية تحت الضغط المغربي، إلا أنّه لن يستطيع الخروج عن الموقف الأوروبي، خاصة أنّ سانتشيز في الوقت الذي يحاول استيراد الغاز الجزائري باسم الاتحاد الأوروبي، يعمل من جهة أخرى على تقويض الاتحاد والتغريد خارج سربه، في قضية مهمة جدا للأوروبيين وهي قضية الصحراء الغربية.
إذن موقف الاتحاد الأوروبي الواضح وقبله تأكيد أنقرة على الشرعية الدولية بخصوص القضية الصحراوية، هما ما أجبر بوريطة على التزام صمت الضعفاء العاجزين وليس “الحكمة الملكية”، فماذا يمكن أن يقول وزير الخارجية المغربية، هل يدخل في صراع مع الاتحاد الأوروبي ومع أنقرة، وهو يعرف أنّه سيخرج خاسرا من كلا المعركتين.
0 تعليق على موضوع : حزن و حداد ديبوماسي بالمغرب
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))