♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

تركيا تقرر نشر غسيل المخزن أمام الرأي العام العالمي ..نظام محمد السادس كذاب

 

لماذا يقوم المغرب مع كل زيارة مسؤول أجنبي إلى أراضيه على إصدار بيانات تتحدث عن اعتراف ذاك المسؤول وبلاده بمغربية الصحراء، ليتبين بعد ذلك أنّ ماروجت له الرباط لا يعكس الواقع إطلاقا، فقد سبق أن نفت السفارة الأمريكية بالرباط، ما نُقل كذبا على لسان نائب وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان عندما ادّعت وسائل اعلام مغربية، إعلان شيرمان دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي، في الوقت الذي اعتبرتها المسؤولة الأمريكية “حلا محتملا” فقط، وعادت وزارة بوريطة لتروّج لنفس أطروحة الحكم الذاتي المرفوضة أمميا، عند زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فعادت معها السفارة الأمريكية بالرباط لتوضح الموقف الأمريكي المنسجم تماما مع موقف الأمم المتحدة، وهو ما كان ضربة موجعة لنظام المخزن، خاصة أنّ الضربة هذه المرة جاءت من الولايات المتحدة، التي باع رئيسها السابق دونالد ترامب الوهم للرباط بتغريدة لا تساوي عدد الحروف التي حملت اعترافه بمغربية الصحراء الغربية.

إقرأ أيضا: ما حقيقة خبر تمثيل لعروسي للمنتخب الوطني؟

وإن كان نظام المخزن تمكن من ابتزاز الحكومة الإسبانية لأسباب لم تتضح كاملة بعد ، فإن الأمر لا ينطبق تماما مع تركيا، فبعد ساعات فقط من ارتفاع أبواق المخزن لتعلن اصطفاف أنقرة وراء مقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية، حتى سارعت وزارة الخارجية التركية إلى دحض تلك المزاعم، مؤكدة أنّ موقفها لم يتغير وهو مساندة لوائح وقرارات الأمم المتحدة.

وأوضح السفير تانجو بيلغيتش المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية التركية في رده على تلك المزاعم قائلا بأنّ تركيا تدافع منذ البداية عن إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء الغربية في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومن خلال الحوار بين الأطراف.وأضاف نفس المتحدث، أن تركيا تدعم وحدة أراضي وسيادة جميع دول المنطقة داخل حدودها المعترف بها دوليا.

وذكّر بيلغيتش أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد سبق له التعبير عن هذا الموقف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره المغربي في 11 ماي الجاري بمراكش، أي قبل أقل من 24 ساعة، ولكن يبدو أنّ مصالح بوريطة مع أي تعليق لمسؤول أجنبي يقول أنّه يحترم حدود المغرب، حتى تسارع لإلصاق به اعترافه بمغربية الصحراء، رغم أنّ الواقع والتاريخ والجغرافية لا يرى في حدود المملكة المغربية، إلا ما هو موجود على الخريطة الأممية، وهي الخريطة التي تضع خطا أحمرا صغيرا يؤكد وجود دولة أخرى تفصل ما بين المغرب وموريتانيا، وهي الجمهورية العربية الصحراوية، أما تلك الخرائط التي تظهر خلف صور “سيلفي” لقناصلة أو سفراء، فلا يعترف بها حتى من التقط تلك الصور.

إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية لم تعط أهمية كبيرة للافتراءات المغربية واكتفت بتوجيه سفيرها بالرباط للرد عليها، فإنّ تركيا تعرف جيدا ألاعيب النظام المغربي، فلم تترك له أي فرصة للمناورة، خاصة أن تحريف كلام وزير الخارجية تشاووش أوغلو، لن يكون من ورائه مخادعة الرأي العام الدولي فقط، ولكن التأثير على العلاقات الجزائرية التركية، وهو ما فهمته أنقرة بسرعة وسارعت للتصحيح، خاصة أنّ الرئيس عبد المجيد تبون سيقوم بزيارة دولة الأحد القادم إلى تركيا بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان، والأكيد أنّ السلطات التركية، لا تريد أن تفسد حماقات صبيان المخزن الانعكاسات الإيجابية المنتظرة من هذه الزيارة، كما أنّ العلاقات التاريخية بين الجزائر وتركيا ترفض أي تشويش عليها.

الهوس الذي يسكن النظام المغربي بقضية الصحراء الغربية، والترويج لإمبراطورية مراكش المزعومة، وداء العظمة الذي يسكن ملوك المغرب على مر السنوات، يجعل حاشية الملك مستعدة لارتكاب أكبر الحماقات، حتى تسمع من مسؤول أجنبي يتحدث عن مغربية الصحراء، وليس مستبعدا، أن نسمع مع كل مكالمة هاتفية بين محمد السادس ورئيس أجنبي ولو كانت للتهنئة بالعيد، بيانا طويلا من وزارة بوريطة يتحدث عن اعتراف ذاك المسؤول بمغربية الصحراء، فالبيانات المغربية التي تحمل اعترافات وهمية بسيادتهم على الصحراء الغربية، ستصدر حتى في الجنائز، وقاعات الشاي ومدرجات ملاعب كرة القدم، يكفي فقط أن يحضر مسؤول مغربي وآخر أجنبي ذاك اللقاء.

ولعل من الوقاحة أن تقوم الرباط بتوجيه منتدى لمحاربة الإرهاب يعقد على أراضيها، نحو قضية إنسانية وهي قضية الصحراء الغربية، فالنظام السياسي المغربي باع كل القيم الأخلاقية، فبدل أن يجلس على طاولة واحدة مع جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي للخروج بحل يرضي الطرفين، والذهاب إلى انتخابات شفافة ونزيهة، راح يحاول إقناع ضيوفه بأنّ البوليساريو منظمة إرهابية ولا فرق بينها وبين “داعش”، ولكن إن انطل الأمر لساعات على بعض الوفود التي ليس لها أي تأثير في العلاقات الدولية، فإن الدول الهامة على الساحة العالمية كشفت لعبة المخزن الحقيرة، وجاء بيان وزارة الخارجية الجزائرية ليوضح للرأي العام العالمي أنّ الرباط تزّيف الحقائق وتشوه الواقع، وأنّها مستعدة للدوس على كل القيم الإنسانية لإرضاء نزعة عنصرية تسكن مسؤوليها.

إقرأ أيضا: الشرطة توجه نداء لضحايا منتحل صفة مستشار لممثلية دولة أجنبية

ومع ذلك، فإنّ النظام المغرب قد لا يعلم أنّه لو أنّ كل دول العالم اعترفت بسيادته على الصحراء الغربية، فإنّ ذلك لن يغيّر من الواقع شيئا، والواقع هنا يملكه الشعب الصحراوي، لأنّه الوحيد الذي بإمكانه أن يقرر مصيره. 

الوسوم: أخبار ومقالات