♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
سفير فلسطين بالسنغال: “الجزائر قوة عظمى للغاية والمغرب يخشاها”
ماذا فعل المغرب لإنقاذ الفلسطينيين الذين تعرضوا للضرب داخل المسجد الأقصى؟ لا شيء سوى الإدانة من خلال بيان صحفي”
_ “نحن لم نعد أشقاء، لا يمكن للمرء أن يكون صديقا للفلسطينيين وصديقا للإسرائيليين في آن واحد”
_ “لماذا يهم المغرب أن يكون الكيان الصهيوني عضوا مراقبًا في الاتحاد الإفريقي؟”
إقرأ أيضا: الفاف تهنئ الدوليين المتوجين مع فرقهم الأوروبية
سفير دولة فلسطين في السنغال زلزالا داخل النظام الملكي المغربي، وذلك من خلال تصريحاته لإحدى المواقع الإلكترونية السنغالية.السفير صفوت البراغيت كان صريحا جدا، حيث تخلى عن تلك اللغة المنمقة ووضع النقاط على الحروف في حديثه عن النظام المغربي وعلاقته بفلسطين، وبذلك وجه صفعة مدوية لجماعة ناصر بوريطة، قد تكون أقوى من كل تلك الصفعات التي توالت على وجه “المخزن” شرقا وغربا.
السفير الفلسطيني، وردا على أسئلة الصحفي السنغالي، وصف تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني بأنه يعكس غياب النضج السياسي لدى السلطات المغربية، كما انتقد بشدة تحول النظام المغربي إلى مدافع شرس عن الكيان الصهيوني من أجل إبقائه عضوا بصفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.
وفي هذا الإطار قال البراغيت: “لسوء الحظ، بدأت بعض الدول مثل المغرب، تعمل من أجل مصالحها الخاصة، تقول: في النهاية، لن تعيد إسرائيل الأرض. كم من الوقت سوف ننتظر؟ حسنًا، على الفلسطينيين الفقراء فقط أن يدافعوا عن أنفسهم. نحن (المغرب) بحاجة لإسرائيل للتعاون العسكري، أو لتعزيز الاعتراف بهذه الزاوية أو تلك.. كان التحالف الثلاثي بين إسرائيل والولايات المتحدة والمغرب موضوع مساومة دبرتها إدارة ترامب. التطبيع مع إسرائيل مقابل الاعتراف بمغربية الصحراء. في نفس الوقت، المغرب الذي كان لديه مخاوف تجاه الجزائر، التي هي قوة عظمى للغاية، تدعم جبهة البوليساريو وشعب الصحراء لتقرير المصير والاستقلال”
بعد ذلك سئل السفير الفلسطيني عن التناقض الموجود بين تطبيع نظام المغرب ورئاسة الملك محمد السادس للجنة القدس، فرد مستغربا: “عندما طرحت هذا السؤال على أصدقائي المغربيين، طمأنوني أنه سيكون نقطة دعم يمكن للمغربيين، ولا سيما الملك، بصفته رئيس لجنة القدس، أن يمارسوا نوعًا من الضغط على إسرائيل كقوة محتلة، لدفعها لاحترام قدسية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
هذا ما قيل لي”ويضيف قائلا بكثير من المرارة: “النتيجة الملموسة تثبت عكس ذلك تمامًا، أي أنهم (الإسرائيليون) ربحوا التطبيع ولم يتعرضوا للضغوط، كان هذا التطبيع سابقًا لأوانه.. كل ما أقوله منطقي، كيف يمكننا الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وإقامة علاقات طبيعية على جميع المستويات مع المحتل؟ كيف يمكنني أن أفهم هذا بالفعل؟ كيف سيساعدني التطبيع، أنا ضحية هذا الاحتلال، عليّ التخلص من هذا الاحتلال؟ ماذا فعلتم لإنقاذ آلاف الفلسطينيين الذين تعرضوا للضرب داخل المسجد الأقصى، بطريقة مذلة، في أقدس شهور السنة، شهر رمضان المبارك؟ ماذا فعل المغرب للاحتجاج؟ لا شيء سوى الإدانة من خلال بيان صحفي”
وواصل السفير الفلسطيني تساؤلاته التي يعرف إجاباتها بشأن الموقف المغربي من انتهاك جيش الاحتلال للمسجد الأقصى باعتبار الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس: “ماذا فعل المغرب؟ هل دعا بشكل عاجل إلى عقد قمة لإدانة العمل ضد المسجد الأقصى؟ هل بعثوا برسالة صارمة إلى إسرائيل. لا، لم نر المغرب يتخذ أي إجراء في هذا الاتجاه”
وواصل صفوت البراغيت موجها كلامه للنظام المغربي: ” عندما نلقي الزهور على إسرائيل، ونرحب بها في كل مكان، فهذا يعني أننا نطلب من الفلسطينيين حل مشاكلهم بشكل منفصل، نحن لم نعد أشقاء. لا يمكن للمرء أن يكون صديقا للفلسطينيين وصديقا للإسرائيليين” (…)، بالانفتاح على إسرائيل، لم يعد بإمكان المغرب اتخاذ مواقف قريبة من فلسطين”
وأضاف السفير معلقا على دفاع المخزن عن عضوية الكيان في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب: “عندما تابعنا تصريحات المسؤولين المغاربة، بمن فيهم ممثلهم في أديس أبابا، شعروا بالحرج. لماذا يهم المغرب أن تكون (إسرائيل) عضوا مراقبًا في الاتحاد الإفريقي؟ لأن تكتل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي المؤلف من 55 دولة يصوت بأغلبية ساحقة لصالح الحقوق الفلسطينية، إنها ثاني أكبر مؤسسة إقليمية جغرافيا وديموغرافيا، من المهم لإسرائيل أن تكسر هذه الكتلة التي تدعم القضية الفلسطينية..
لا يمكن للمرء أن يكون صديقا للفلسطينيين وصديقا للإسرائيليين في آن واحد.. لا يمكننا ذلك وهو أمر مستاء..”لم يهضم نظام المخزن هذه التصريحات، ويبدو أنّ ما أزعج “المخازنة” أكثر هو وصف السفير الفلسطيني للجزائر بـ”القوة العظمى”، وهذا ما جاء صراحة في بيان السفارة المغربية بداكار، حيث قالت في ردها على تلك التصريحات: “هذه الخرجة أقل ما يمكن وصفها وهي أنها غريبة وغير متوقعة وتثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية، والأجندة التي تتأسس عليها والواقفين وراءها… وعلاوة على ذلك.. فهذا الديبلوماسي لا يتردد في التلميح إلى ما أسماه قوة عظمى !!!”
إقرأ أيضا: الرئيس تبون ينهي مهام محافظ بنك الجزائر ويعين صلاح الدين طالب خلفا لـه
وهو ما يؤكد عقدة المخزن من الجزائر، رغم أنّ تصريحات السفير الفلسطيني، ما هي إلا تأكيدات لواقع يعرفه ويعيشه الجميع، كما أنّها إفرازات غضب يخرج من أعماق شخص جريح، راهن على من كان يظنه شقيقه فطعنه في الظهر، ولا ندري لماذا يسعى السفير المغربي في الرباط إلى حشر الجزائر في الموضوع، كما تعوّد أن يفعل ذلك في موضوع الصحراء الغربية، وأكثر من ذلك ورغم أنّ الديبلوماسي الفلسطيني في تأكيدات على “عظمة الدولة الجزائرية” أشار إلى موقفها الداعم لقضية الصحراء الغربية، إلاّ أنّ المسؤول المغربي في داكار وجد من ذلك نافذة ليفتح قصة الصحراء المغربية الوهمية، لدرجة أنّ من يقرأ “بيان الرد” يعتقد أنّ السفير صفوت البراغيت كان يتحدث عن القضية الصحراوية، وليس على القضية الفلسطينية التي خانها النظام العلوي المغربي.
0 تعليق على موضوع : سفير فلسطين بالسنغال: “الجزائر قوة عظمى للغاية والمغرب يخشاها”
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))