♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥
إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا
قرار الفيفا بين الخيانة وبيع الأوهام
لايزال الجدل متواصلا بخصوص القرار الذي سيتخذه الاتحاد الدولي لكرة القدم، بين المتفائلين والمتشائمين أو بين الحالمين والعقلانيين.
إقرأ أيضا: هذا موعد صرف الزيادات في اجور ازيد من 2.7 مليون موظف
هذا الجدل لم يتوقف عند مجرد تضارب في التكهنات أو حتى اختلاف في وجهات النظر، بل أصبح عبارة عن صراع محتدم، لدرجة أنّ من يرافعون أو يميلون لفرضية إعادة المقابلة أصبحوا يتهمون حاملي لواء (خلاص مافيهاش) بالخيانة، فيما يرد الطرف الثاني بأنّ الطرف الأول فتح سوقا لبيع وشراء الأوهام، وأنّ من يتحدث عن إمكانية إعادة المقابلة، يسعى فقط لزيادة عدد المتابعين على صفحته الفايسبوكية أو قناته اليوتيوبية، وبالتالي فهو يلعب على عواطف جماهير الخضر.الغريب أنّ من يدافعون أو يرفضون فكرة الإعادة، حجتهم الوحيدة أنّ الفاف لا تملك أي دليل ضد الحكم غاساما أو صامويل إيتو، وأنّ الفيفا لم تقرر إعادة مقابلة من هذا النوع، إلا في حالات نادرة، لا تشبه قضية الخضر، ووجدوا في بعض القرارات الأخيرة فرصة للمغالاة في موقفهم، كورود اسم غاساما ضمن قائمة حكام المونديال، وتواجده ضمن حكام الفار في لقاء بيترو أتليتيكو وصانداونز ثم رسالة التهنئة التي وجهتها الفيفا لحكام المقابلات الفاصلة، وهذه قرارات عادية مادام لم يصدر أي قرار حتى الآن يدين الحكم الغامبي، وهذا الكلام وإن يبدو في ظاهره منطقيا، فإنّه لا يحمل أي اجتهاد وهو أقرب للتنظير منه لأي شيء آخر، وهذا لا يختلف عمن يقول أنّ الصلاة لا تجوز دون وضوء، دون أن يكلّف نفسه البحث في الظروف المحيطة بهذه الحالة.
ما الحالمين بإعادة المقابلة، فهذا أمل وأمنية أكثر منه تأكيد، خاصة مع كثرة الأخبار التي تظهر أنّ ملف الفاف قوي، فنسمع مرة أنّ الحكم الغامبي غاساما تلقى رشوة والدليل عندهم، ثم يأتي خبر آخر يقول أنّ هناك تسجيلات بين غاساما وحكام (var) ستورطه، ويطلع علينا آخر ليؤكد استدعاء الفيفا لحكام(var)، ولكن كل هذا يبقى مجرد كلام، رغم ما قاله وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق عندما قال أنّ الفاف قدّمت الأدلة اللازمة للفيفا، وزادت هيئة مراد مزار الضغط عندما أكدت أنّ خبراءها قاموا بتجميع عدد من الوثائق التي تثبت بشكل لا لبس فيه أخطاء التحكيم التي حدثت خلال المقابلة، وهو ما يكون دفع الفاف إلى إصدار بيان جديد تتحدث فيه عن مطالبتها للفيفا بتحويل الشكوى إلى لجنة التحكيم باعتبارها المؤهلة لدراستها.
شخصيا متعاطف مع الحالمين أو الطامعين وقد أكون منهم وأعجبني كثيرا ما قاله الإعلامي بقناة الجزيرة القطرية مجيد بوطمين، حيث كتب على تويتر: “عندنا فقط يتسابقون للقول أنكم تبيعون الوهم ويضعون منشورات كأنهم خبراء في الفيفا، المباراة لن تعاد كأنهم أحضروا لنا السبع من أذنيه، أنا سأبقى متشبثا بالأمل لآخر لحظة .. و على الأقل الفيفا والعالم يعرف أننا تعرضنا للظلم، بسببنا سيتم تغيير قوانين الفار والأيام بيننا حتى وإن لم يتم انصافنا”
أعتقد أنّ هذا الكلام يلّخص كل ما يدور حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، وكان من المفروض أن يتشبث الجميع بالأمل، حتى ولو كان ضعيفا، لأنّ المراهنين على رفض الفيفا لاحتجاج الفاف، سيكونون في وضعية صعبة جدا، إذا ما كانت بالفعل هناك أدلة تدين إيتو وغاساما، وقررت هيئة إنفانتينو إعادة المقابلة، في ذاك الوقت سيكونون مجبرين على الاعتذار أو الاختباء أو حتى الانسحاب، ولا أعتقد أنّ جماهير الخضر ستنسى لهم موقفهم في هذه الأزمة.
0 تعليق على موضوع : قرار الفيفا بين الخيانة وبيع الأوهام
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
● أن لا تضع أي روابط خارجية
● أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
● أي سؤال خارج محتوى التدوينة يرجى تواصل معنا : من هنا
● يمكنك تعليق بإستخدام صور ✋👇👆👍👎✋
● (( "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" ))