♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

المرزوقي يطالب بتدخل الجيش ويدعو البرلمان التونسي إلى التمرد

 

مايزال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي يواصل نعيقه من خارج الحدود، ففي آخر خرجاته المستفزة للتونسيين دعا البرلمان إلى التمرد على قرار الرئيس قيس سعيّد ومواصلة عمله، رغم أنّ الرئيس أعلن حل البرلمان وهو ما لا يتعارض مع صلاحياته الدستورية، حتى أنّه لقي ترحيبا من اتحاد الشغل، حيث قال الأمين العام المساعد والناطق باسم الهيئة النقابية سامي الطاهري: “إنّ قرار حل البرلمان جاء متأخرا، لكنه ضروريا، لأنّ البرلمان كان مجمدا منذ 8 أشهر وهو في عداد الأموات، وإكرام الميت دفنه”، وقد دافع حزب التيار الشعبي عن قرار الرئيس قيس سعيّد مؤكدا أنّه قرار مشروع وكان على رئيس الجمهورية اتخاذه منذ البداية، متهما أعضاء البرلمان بأنّهم بقايا منظومة الإرهاب والعمالة، وأنّ البرلمان أصبح وكرا للتآمر على تونس.

إقرأ أيضا: بوقرة يكشف عن قائمته تحسبا لمواجهتي الطوغو

في نفس الوقت خرج الرئيس السابق المثير للجدل المنصف المرزوقي ببيان يدعو فيه إلى تجاهل قرار رئيس البلاد، بحجة “إنّ من أعلنه لا يلزم إلا نفسه بما أنّه لا يملك أي شرعية منذ انقلابه على الدستور”، وتجاوز المرزوقي كل الأعراف عندما دعا صراحة إلى تدخل الجيش قائلا: “اليوم مسؤولية القوات العسكرية والأمنية أن تختار بوضوح مع من ثقف، مع الدولة، مع الدستور، مع المصلحة العليا للوطن، أم مع رجل خدع ناخبيه وكذب على الله وحنث بقسمه وفرّق التونسيين بكيفية لم يسبق لها مثيل”، وبعد ذلك انتقل المرزوقي ليخاطب القضاء والصحافة والمجتمع المدني: “اليوم مسؤولية القضاء والصحافة ومنظمات المجتمع المدني والشباب والديمقراطيين الحقيقيين، إيقاف الانقلاب ومحاكمة المنقلب هو والرباعي الخائن الذي سانده في خيانته العظمى، أي السكرتيرة المكلفة بحكومة لا وجود لها، ووزراء الداخلية والخارجية والعدل، وكل من شاركوا في هذه المأساة”

يذكر أنّ المنصف المرزوقي ترأس تونس بصفة مؤقتة ما بين سنتي 2011 و2014، في سابقة لم تعرفها الدولة التونسية، حيث لحد الآن مايزال قرار تعيين هذه الشخصية على رأس الدولة استغراب الكثير من المتابعين، وقد استغل المرزوقي جواز السفر الديبلوماسي الذي يملكه للتنقل بحرية عبر عواصم العالم، ومنها التهجم على سلطات بلاده بحجة أنّه مفكر له رأي يُسمع، ولكن أفكاره كانت كلها ضد سياسة بلاده، منها دعوته حكومة باريس إلى عدم تقديم أي دعم لقيس سعيّد بحجة أنّه تآمر ضد الدولة ويسعى لإلغاء الدستور، كما رحب بإرجاء قمة الفرنكوفونية التي كان من المقرر إقامتها في تونس شهر نوفمبر الماضي، معتبرا أن الخطوة تشكل تخليا عن سعيّد على خلفية تدابيره.

هذه التصرفات أدت بالسلطات في تونس إلى إلغاء جوازه الديبلوماسي مع رفع دعوة قضائية ضده بتهمة “المس بأمن الدولة في الخارج” وبإلحاق “ضرر دبلوماسي”، وبالفعل تم إدانة المرزوقي بالسجن أربع سنوات مع إصدار مذكرة جلب دولية بحقه.

إقرأ أيضا: الجزائر ترحب بإعلان الهدنة لمدة شهرين في اليمن

والمعروف عن المنصف المرزوقي بأنّه من الأشخاص الذين يأكلون على موائد اللئام ويشترون بالمال، ويعتبر من عملاء المخزن المغربي، حيث سبق أن هاجم الصحراء الغربية ودافع عن شرعية المغرب في احتلالها، متهما الجزائر بعرقلة اتحاد المغرب العربي بوقوفها إلى جانب الصحراويين، رغم أنّ الكل يعرف أنّ موقف الجزائر من القضية هو موقف الأمم المتحدة، ولكن حقد المرزوقي الذي كان يتودد الجزائر لمساعدته عندما كان على رأس الدولة، جعله يتهم الدولة الجزائرية بأنّها كانت ضد “ثورة الياسمين” وهو الكلام الذي أثار زوبعة من الانتقادات بين السياسيين والمثقفين في تونس، وحتى وسط الشعب التونسي الذي يعتبر دائما الجزائر بمثابة الأخت الكبرى التي تدافع عن مصالح بلادهم وتساعدها وقت الأزمات، وكثير ما استرسل المحللون التونسيون في الحديث عن دعم الجزائر لتونس فينتهي وقت الحصة ولا ينتهي الحديث عن خير الجزائر على تونس، ولكن المرزوقي أغمض عينه عن كل ذلك، مادام يطعمه المخزن وتأويه باريس.

الوسوم: أخبار ومقالات