♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

بيغاسوس.. حبل شهداء الجزائر في عنق خونة المغرب

 

تجسس كما تريد، تآمر كلما استعطت، خُنْ ما دُمت لا تعرف معنى الحرية، لكن لعنة الأحرار تحل عليك آجلا وعاجلا.
ليس تعبيرا إنشائياً، ولا تملقاً، ولا حتى تفاخرا، بل هي حقائق ثابتة لا متغير فيها، عندما يتعلق الأمر بـ”التآمر على بلد الشهداء”، وعندما ترتبط الحقائق بنظام “مدمن على الخيانة” كنظام المغرب، ولكم في أبناء الراحل حسني مبارك عندما “أوْعزوا بشتم شهداء الجزائر”، فقد كانوا عبرة عندما لا تنفع العِبر ولا ينفع الندم، والتاريخ بيننا، لأنها لعنة شهداء وأرضٍ ارتوت بها دمائهم حلّت على أبناء جلدتهم قبل أبناء إنسانيتهم.

إقرأ أيضا: تحميل برنامج عمل بث مباشر من الشاشة OBS Studio آخر إصدار مجانا

“أضعف الإيمان”

هو “بيغاسوس” الذي عَرَفه العالم منذ صائفة 2021 على أنه نظام تجسس صهيوني، كان “أضعف الإيمان” في بلاد “أمير المؤمنين” وهو يتجسس ليس على “عدوه اللدود” فقط “الجزائر” بل حتى على من يُفترض إنهم حلفائه التقليديون مثل فرنسا وبدرجة أقل إسبانيا، لكنه “النظام التجسسي الوحيد” الذي أكد للعالم أجمع بما فيه الصهاينة بأن “النظام المخزني” “لا صديق ولا حبيب له”، فكان فخاً للمخزن من حيث لا يحتسب.
وإن كانت الحروب السيبرانية عبر برامج التجسس هي الأكثر خطرا وفعالية من الحروب التقليدية بكل ترسانتها العسكرية، إلا أن وصول برنامج “بيغاسوس” إلى أيدي “مراهقي المخابرات المغربية” وضَع من تسمى بـ”إسرائيل” حليفةُ نظام المغرب ليس في حرج فقط، بل في ورطة “تكنولوجية ودبلوماسية” لمجرد تعاملها وبيعها نظاماً متطورا لم يكن ليكن في متناول “الأطفال والمراهقين” في مملكة “سبايس تون”.

ما هو نظام بيغاسوس؟
وإن كان أيضا وأيضا وهذا الأهم والمهم والأكثر أهمية، فإن “رب ضارة نافعة”، فقد أبانت “حرب بيغاسوس” بأن مخابرات الحموشي المخزنية وكل من ورائها بأن اللعب مع بلد اسمه الجزائر لن تكون له إلا نهاية واحدة: “فضيحة بجلاجل” “وهزيمة بترند عالمي”، لأن ما يملكه بلد مثل الجزائر من ترسانة لا يمكن إلا “أن يشتريه ويقتنيه إلا الرجال، ولا يبيعه الرجال إلا للرجال، ولا يُتقن استعماله إلا ابناء الشهداء”، ولا مجال لأبناء الشهداء في الخطأ عندما يتعلق الأمر بأرض وسيادة بلد يسمى الجزائر، تواضعاً لا تكبرا.

فما هو نظام بيغاسوس قبل تفصيل المفصل؟

استنادا إلى توضيحات شركة “كاسبيرسكي” الرائدة والمتخصصة في الحماية من الفيروسات وبرامج التجسس، فإن بيغاسوس نوع برامجي “ضار مكون من وحدات تجسسية” يسمى بـ”Mudular Maware”.
يعمل هذا المكون على مسحٍ كامل للجهاز المستهدف سواء كان هاتفاً أو جهاز حاسوب، ثم ينتقل إلى مرحلة تثبيت الوحدة “الأهم” بهدف قراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، وحتى التجسس على المكالمات الهاتفية، بل وحتى التقاط صور الشاشة، بل وبل سحب سجل متصفح الأنترنيت وجهات الاتصال.
“كاسبيرسكي” العالمية وليست المغربية أو العربية، تعترف كذلك بأن “بيغاسوس” يمكنه الاستماع لملفات الصوت المشفرة !!! وقراءة الرسائل المشفرة !!! بفضل قدرته على تسجيل نقرات المفاتيح والصوت، وبإمكانه “سرقة الرسائل قبل تشفيرها” !!!!
يا له من نظام خارق وذكي وخطر وقع في أيدي نظام خارق في الغباء والخطر اسمه نظام المخزن.
لكن في المقابل.. أي ذكاءٍ هذا الذي يدفع أصحابه “الأذكياء” (الصهاينة) لبيعه وتسليمه لنظام يعرفون عنه الصغيرة قبل الكبيرة؟ ألم يكن هذا النظام التجسسي “تجسسياً على المغرب”؟ و”فخاً” له لإخراجه منه ووضعه في أحضان إسرائيل؟ ألم يُقرر النظام المغربي “التطبيع الكامل وغير المشروط والمُذل مع الكيان الصهيوني بعد أن بات نظام المحزن قاب قوسين وأدنى من وضعه على لوائح الإرهاب بعد فضيحة بيغاسوس؟ ألم يكن بيغاسوس “طُعماً” للـ”المتجسِّس” وليس لـ”المتجسَّس عليه”؟

“الصراع الخفي”

إيه نعم… الصراع على الحكم في المغرب ومحاولة كل جناح السيطرة على الحكم عبر الاستقواء بنظام بني صهيون كان “البرنامج التجسسي” الأخطر والأدق والأذكى والحقيقي لبني صهيون وهم يسيرون بسرعة البرق نحو تطبيق بروتوكولاتهم عبر جسر أو “بردعة” نظام المخزن الذي لم يأت بما تسمى “إسرائيل” إلى حدود الجزائر فقط، لأن هذا النظام أصغر من أن يكون كذلك، فكيان بنو صهيون يعي جيدا بأن الجزائر “بلدٌ” بكل ما تحمله مقومات البلد من معاني السيادة والقوة، فاستعمل “بردعة المخزن ” للوصول تقريباً إلى علو بلد اسمه الجزائر، عبر برامج تجسس وتطبيع وتآمر واصطياد في المياه العكرة، على حساب شعوب مقهورة ومغلوب على أمرها مثل شعب المغرب الشقيق.
وهنا نفهم جيدا بأن الجزائر أمام أخطر عدوين: عدو غبي وجاهل وهو نظام المخزن، وعدو ذكي وخبيث وهو النظام الصهيوني، ولكم أن تتوقعوا حجم التحدي والخطر الذي تواجهه الجزائر.
فمَنِ الأخطر بربكم: عدو جاهل وغبي؟ أم عدو ذكي وخبيث؟ “فمابالك” أن” يواجه بلد هذين الصنفين.

لعنة الشهداء

تحالَف إذا نظام بني مخزن مع نظام بني صهيون، وسلّم الأخير بـ”أموال الغير” نظام “بيغاسوس” للتجسس على “من استطاع له سبيلا”، لكن الأول أكد بأنه “لا حدود للغباء”، والثاني “لا حدود للخبث”.

كيف ذلك؟

ولأنها لعنة شهداء الجزائر، مَن لم يكن يعرف بلدا في العالم اسمه المغرب أصبح يعرفه “وليته لم يعرفه”، كان ذلك في شهر جويلية عام 2021، وما أدراك ما شهر جويلية، شهر الاستقلال للجزائر، وشهر الانتصارات في بلد المليون ونصف المليون شهيد، وما أدراك ما الشهيد.
في هذا الشهر تحديدا، حاول نظام المخزن “تكذيب كذِبِه”، لكن هذه المرة ليس أمام شعبه، بل أمام رأي عام عالمي “ليس مزطولا” و”لا مغلوباً على أمره”، عندما اكتشف العالم ذاته بالأدلة والبراهين خبث وخيانة وخداع نظام اسمه “المخزن” بنظام تجسس طال به رؤساء دول وحكومات ومسؤولين عسكريين و”حتى صحفيين” من “الأعداء والأحباب والحلفاء”.

حكومة محمد السادس أو ناصر بوريطة أو الحموشي أو غيرهم زعمت بأن “الأدلة العالمية” “فاقدة للواقعية العلمية”.

بربك يا محمد أو ناصر أو عبد اللطيف، عن أي واقعية وعن أي علمية طالبت بها؟ ووسائل الإعلام العالمية الـ17 التي فضحت تجسسكم “تابعة لأقوى المخابرات العالمية”؟ مثل “لوموند” الفرنسية و”الواشنطن بوست” الأمريكية و”ذي غارديان” البريطانية وغيرها الكثير؟
وبغض النظر عن وسائل الإعلام التي فجرت غباء مخابرات الحموشي وبوريطة والمنصوري، بربكم يا حكام المغرب “مهما كنتم ولا يهم من أنتم”، كيف تطالبون بأدلة علمية وواقعية و”مجرد صحف” نشرت بالأدلة الواقعية والعلمية أرقام المسؤولين العالميين الذين شملهم تجسسكم؟ مِن فرنسا إلى الجزائر مرورا بإسبانيا وحتى من أفريقيا وآسيا من “أشقائكم العرب”؟، وكيف تفسرون تخلي حليفكم الصهيوني عنكم وهو يتبرأ من غبائكم ويعلن فتح تحقيق في فضيحة تجسس؟

جاسوس صهيوني على المغرب

بيغاسوس كان “فخر كيان بني صهيون” منذ أن كشفوا عنه في 2019 بعد القبض على أخطر تاجر مخدرات في المكسيك، كانت عملية أمنية نوعية، قبل أن يتحول إلى “فضيحة أمنية نوعية” عندما وصل إلى المغرب.
المؤكد والثابت، بأن الكيان الصهيوني لم يبع ولم يسلم برنامج “بيغاسوس” للمغرب إلا وهو يعلم مدى سذاجة ومراهقة المخابرات المغربية ومختلف أفرعها المتفرعة و”المتفرعنة” على شعبها، رغم ما حدث من جدل وأزمة دبلوماسية بين “تل الربيع” وواشنطن حول هذا البرنامج.
ولأن وحتى لا يفهم القارئ والمتابع من مختلف الجنسيات بأن الموضوع مرتبط بـ”حملة جزائرية ضد المغرب”، رغم أن المغرب تجسس على نحو 1200 رقم هاتفي لشخصيات سياسية وعسكرية وصحفية جزائرية ببرنامج “بيغاسوس” الصهيوني، إلا أن الحقائق التي يحاول إخفائها الإعلام المغربي وذبابه والموالي له تؤكد بأن نظام المخزن “عدو للصديق والشقيق قبل من يراه عدوا له”.
نترك الجزائر على حدا بحكم التوترات التاريخية بينهما، ولنذهب إلى فرنسا “الحليف التقليدي والتاريخي” للمغرب وفق أبجديات الإعلام المغربي، وإن كان نظام المغرب الملكي منذ القرن الماضي مجرد ممثل للدولة الفرنسية، لكن أن يصل تجسس المغرب على رئيس فرنسا وحكومته فهذا يؤكد بأن نظام محمد السادس لم يعد هو الحاكم، بل هو نظام جديد موالٍ وخانع وتابع للكيان الصهيوني، يمثله ويرأسه وزير الخارجية ناصر بوريطة ووزير دفاعه عبد اللطيف الحموشي.
تجسس نظام المخزن على هاتف ماكرون تسبب في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة وغير معهودة بين “سيِّدٍ وعبد” في إشارة إلى النظام المغربي، وأدى ذلك إلى وقف الاتصالات والزيارات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين إلى “الحد الأدنى”.

إقرأ أيضا: وفد الرجاء الرياضي المغربي يصل الى الجزائر لمواجهة وفاق سطيف

“سلاح انقلابي”

لكن… هل كان نظام بيغاسوس “هو السلاح الانقلابي على محمد السادس” من قبل بوريطة والحموشي؟ هي فرضية تبقى قائمة وبدرجة كبيرة، إذا ما أخذ في الاعتبار والحسبان إعلان وزارة الدفاع الصهيونية في جويلية 2019 فتح تحقيق داخل شركة “إن إس أو” المسؤولة عن برنامج بيغاسوس التجسسي على قادة دول وحكومات ومسؤولين عسكريين وصحفيين ومعارضين.
وما يؤكد إلى الحد الذي لا مجال فيه للفرضيات ولا للتحليلات بأن “زلزالا حدث بنظام المغرب” هي التطيمنات التي قدمها وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس في الشهر ذاته للسلطات الفرنسية محاولا خلالها نفي اختراق هاتف الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه ووزراء حكومته وأعضاء في البرلمان الفرنسي.
كان تكذيباً صهيونياً أقرب منه للتطمين بأمرين اثنين: الأول: أن ما تم تسجيله وقرصنته سيبقى “سرا بيننا”، والثاني وهو الأكبر بأن “ارتماء نظام المخزن في حضننا لن ينسينا فضلكم يا فرنسا منذ 1948 بأنكم كنتم الأكثر سندا لنا في مفاعلنا النووي وتجاربنا النووية الأولى المشتركة معكم في صحراء الجزائر، ولا فيتوكم في مجلس الأمن طوال 7 عقود، لكن حان الوقت لاستعارة هذا النظام منكم، فهو الأكثر وفاء للخيانة والأكثر قرباً من بلد لا يخون”.

الوسوم: أخبار ومقالات