♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

ماذا خسرت المغرب من زيارة رئيس موريتانيا للجزائر؟…الصحف المغربية تهاجم الزيارة وتصفها بالمفخخة

 

لم تحضَ زيارة رئيس دولة أجنبية إلى الجزائر باهتمام مغربي كما حضيت به زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، فالمتتبع للصحافة المغربية في الأسابيع الأخيرة، يجد أنّ هذه الزيارة كانت في لب اهتماماتها حتى قبل حدوثها، فمنذ شهر أكتوبر الماضي والصحف المغربية تتحدث عن هذه الزيارة المرتقبة وموعدها وبرنامجها، وتساءلت الكثير من الصحف والمواقع المغربية عن دوافع إصرار الرئيس الموريتاني على زيارة الجزائر، ومدى الخطورة التي ستكون على المملكة المغربية بعد أي تقارب بين الجزائر ونواكشوط، وظل الإعلام المغربي على مدى الأسابيع الماضية يضرب أخماسا في أسداس لمعرفة ماذا تريده الجزائر من موريتانيا وماذا تريد موريتانيا من الجزائر، وأشركوا محللين سياسيين واقتصاديين وحتى أمنيين لقراءة أسرار هذه الزيارة، حتى وهي مجرد فكرة لم تتجسد بعد على أرض الواقع.

إقرأ أيضا: اصابة ليونيل ميسي بفيروس كورونا

_ الغزواني في الجزائر والمغرب تحت الضغط

بعد أسابيع من الانتظار وصل الرئيس الموريتاني إلى الجزائر، فوجهت الصحافة المغربية عيونها وآذانها شرقا لمعرفة حيثيات الزيارة التي تحمل كل الشر للرباط حسب أحد المتتبعين، وكان تخوف المغاربة بالأساس مرتبطا بموقف الرئيس الموريتاني من قضية الصحراء الغربية رغم أنّ أبناء المرابطين حاولوا في كل مرة التأكيد أنّهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع وهو ما يسمونه الحياد الإيجابي، ولكن هذا الموقف الذي يرفضه نظام المخزن من أساسه، أصبح مقبولا نوعا ما، بل أصبح مطلبا مغربيا، خاصة وأنّ الرئيس الغزواني متواجد بالجزائر، وهنا وجد المحللون المغاربة أنفسهم منقسمين بين مهاجم صراحة لموريتانيا وبين متريث يحاول استمالة الرئيس الموريتاني كما فعلت ونجحت الجزائر في ذلك ،كما جاء في تعليق أحد محللي البلاتوهات المغاربة.

– الموريتانيون يذكرون المغاربة بمواقفهم المخزية

موقف المغاربة الرافضين لزيارة الغزواني المفخخة للجزائر حسب تعبيرهم وكأنّه يحمل معه قنبلة نووية سيوجهها نحو الرباط، جعل الإعلام الموريتاني والمحللين يردون على إعلام المملكة ومحلليها بمواقف تاريخية اتخذتها المغرب ضد بلادهم، بداية من رفضها الاعتراف باستقلالها حتى سنة 1969 أي بعد 19 سنة من استقلالها عن فرنسا، حيث سعى نظام المخزن خلال تلك المدة إلى فرض سيطرته على الأراضي الموريتانية واعتبرها جزءا من أراضيه، كما أنّ النظام المغربي كان دوما ينظر لموريتانيا بنوع من التعالي ويحاول عزلها عن الجزائر واعتبارها مجرد طريق نحو إفريقيا السوداء، كما تحدث الموريتانيون عن الهجومات العنيفة لإعلام المخزن عندما قامت السلطات في بلادهم باستقبال وفد عن جبهة البوليزاريو، وكأنّ موريتانيا دولة بلا سيادة وعليها استشارة جلالة الملك قبل اتخاذ أي خطوة، وتحفل العلاقات المغربية والموريتانية بالكثير من المواقف المخزية للمخزن، وهو ماترفضه نواكشوط التي وجدت نفسها معزولة نتيجة سياسة المغاربة التي تعتمد على شراء الذمم، وكانت هذه السياسة ناجحة مع دول غرب إفريقيا والتي كانت تدعم النظام المغربي على حساب جارتهم الشمالية موريتانيا.

إقرأ أيضا: موقع la Patrie News يصدر بيانا بعد توقيف صفحته

_ طريق الحرير الإفريقي يقضي على أحلام المخزن

غضب النظام المغربي من نتائج زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر وصل أقصاه بعد توقيع الرئيسين الجزائري والموريتاني على إنشاء على مذكرة تفاهم تقضي بإنجاز طريق بري بين مدينتي تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، والتي تمتد على مسافة 775 كيلومتر داخل التراب الموريتاني، وورد في صيغة امتياز تسمح للجزائر باستغلاله لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، وأكثر من ذلك أنّ مؤسسات عمومية جزائرية ستتكفل بإنجاز هذا المشروع، وحسب المعلومات الأولية فإنّ عدد المؤسسات المعنية بهذا المشروع بلغ عشر مؤسسات، والأكيد أنّ تجسيد هذا المشروع (سيغلق اللعب) على المغرب التي ستكون محاصرة في أعلى قرن القارة وحيدة، وسيفتح المجال واسعا أمام الشركات الجزائرية لاكتساح القارة الإفريقية بكاملها، وهو ما لايريده النظام المغربي الذي سيسعى بكل ما أوتي من قوة لإفشاله، كما حاول مع أنبوب الغاز القادم من نيجيريا والذي سينجز رغم انف المخزن

الوسوم: أخبار ومقالات