♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

التقارب الجزائري التركي والغيظ الفرنسي

زيارة الرئيس التركي أردوغان للجزائر كشفت عن تقارب جزائري تركي غير مسبوق في العديد من المجالات، الاقتصادية، السياسية، الاستراتيجية وحتى الثقافية، الأمر الذي أغاظ كثيرا الطرفي الفرنسي، حيث يرى العديد من المراقبين أن فرنسا تقرأ هذا التقارب على أنه تهديد مباشر لها.

ويبدوا التقارب التركي الجزائري واضحا في مختلف المجالات، أبرزها ما تعلق بالملف الليبي، حيث اعترف أردوغان وبعظمة لسانه بدور الجزائر في المنطقة عموما وفي ليبيا على الخصوص، ورحب بالتقارب الجزائري التركي في هذه القضية، حيث تبنى المقاربة الجزائرية التي تحذر من تنامي العنف في ليبيا ما يجعلها مرتعا للإرهاب ولوبيات الحرب والدمار، الأمر الذي سيعود بالسلب على المنطقة كاملا، وأيضا على اروروبا حيث تكون أول المتضررين من اي انفلات أمني قد يصيب ليبيا ويمتد عبر كل منطقة حوض البحر الأبيض المتسوط.

كما أن التقارب الاقتصادي بين البلدين، كان واضحا، غير أنه يشكل أحد كوابيس فرنسا الاستعمارية، مع الإشارات التي تبادلها الطرفان الجزائري التركي، واعرب تبون عن رفضه لتكون الجزائر من منظار الغير عبارة عن سوق، وهو الأمر الذي واقف عليه أردوغان وأكد أن الجزائر ليست سوقا بقدر ما هي شريك فعال مع الجانب أنقرة في ترقية الشراكة الثنائية في المجال الاقتصادي ورفع المبادلات التجارية إلى حدود 5 مليار دولار، وهو الأمر الذي يشكل كابوسا كبيرا لفرنسا.

والأكثر ألما لفرنسا وأذنابها من الخونة، هو المركز الثقافي الذي تعتزم تركيا فتحه بالجزائر وأيضا المركز الثقافي الجزائري الذي سيكون مستقبلا في تركيا، هذا التبادل والتقارب الثقافي أكثر ما يزعج فرنسا، حيث أن تبون اعتبر أن العلاقات الجزائرية التركية ممتدة في التاريخ، ما يوحي بأنها ليست متصادمة ولا متعارضة، عكس فرنسا الذي يربطنا بها تاريخ استعماري استدماري أسود، متصادم ومتصارع ومتعاكس في التوجهات الثقافية والأيديولوجية.

والضربة التي تلقتها رنسا من خلال هذه الزيارة، هي رغبة الجزائر وأنقرة في ترقية الصناعات البحرية والحربية والبتروكيماوية، وهي المشاريع التي تراها فرنسا استراتيجية وترفض أن تستثمر فيها مع الجزائر، وتراها فقط من نظرة السوق، وهي النظرة التي ترفضها الجزائر جملة وتفصيلا وترغب في التعامل مع الدول من مبدأ رابح رابح ومبدأ الندية بين دول ذات سيادة واستقلالية.

أما جانب التحفيزات في التأشيرة لصالح الجزائريين المقدم من أنقرة، سيقرؤه أذناب فرنسا وعملائها، على أنه ضربة ومنافسة قوية لها، خاصة في مجال الكفاءات، حيث أنه تقرر في اللقاء الثنائي بين أردوغان وتبون تعزيز الفرص الممنوحة للشباب الجزائري وفي مختلف المجالات، سواء في التعليم العالي، والتكوين المهني، وحتى في مجال المقاولاتية الشباينة، مع العلم أن الجزائر ترغب في تبني اقتصاد مشابه للتجربة التركية القائمة على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهو ما تصبوا إليه من خلال الشراكة مع الجانب التركي، طمعا في نقل الخبرة والتجربة التركية في هذا المجال.

كما أن الصناعة الحربية التي تطمح الجزائر لتطويرها بالشراكة مع الجانب التركي، يشكل جانب من القلق الأوروبي بصفة عامة، وذلك بالنظر للقوة التركية في هذا المجال، مع العلم أنها عضو في الناتو، ما يجعل شراكة الجزائر في هذا الجانب والتقارب العسكري الاستراتيجي يقلق العديد من دول حوض البحر الأبيض المتسوط وعلى رأسها فرنسا والعدو الصهيوني.

الوسوم: أخبار ومقالات