♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

الرئيس تبون يعيد للجزائر هيبتها من مؤتمر برلين

ألقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كلمة يمكن وصفها بالقوية الصارمة ، أمام المشاركين في ندوة برلين الدولية حول الأزمة الليبية، جدد فيها عقيدة السياسية الخارجية الجزائرية وهي عدم التدخل في شؤون الدولة وعدم قبول التدخل في شؤون الدولة الجزائريةن، وأيضا البقاء على مسافة واحدة من مختلف أطراف الصراع في ليبيا على الخصوص والتضامن مع الشعب الليبي الشقيق.

وكان الرئيس تبون صريحا مع القوى الكبرى التي تتصارع في ليبيا، مؤكدا لهم على أن التنافس الإقليمي والدولي حول الأزمة الليبية وتعدد الأجندات المتناقضة “يعمل على إبقاء الوضع في ليبيا على حاله، مما قد يؤدي إلى إفشال الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية”.

وجدد تبون ثقته في “قدرة الشعب الليبي على تجاوز محنته لو ترك لوحده ومنحت له الفرصة تحت اشراف أممي محايد لدفعه إلى الحوار وانتهاج المصالحة الوطنية للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تقوم على ضمان أمن ليبيا واستقرارها وبناء دولة ديمقراطية قوية قادرة على بسط نفوذها على كامل التراب الليبي دون أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية”.

كما جدد الرئيس الدعوة لمجلس الأمن قائلا “إن الجزائر تدعو المجموعة الدولية مجددا، وخاصة مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياتها في فرض احترام السلم والأمن في ليبيا، وتؤكد رفضها المساس بوحدتها الوطنية وسيادتها ومؤسساتها الوطنية، كما أن سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة مرفوضة جملة وتفصيلا”.

وحذرت الجزائر، على لسان الرئيس، وبشكل صريح من تدفق السلاح إلى الأطراف الليبية، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى “تأزيم أكثر للوضع وتعقيده، كما أن اشراك المقاتلين الأجانب في النزاع زاد من شدة العنف وحدته، فضلا عن أن جماعات إرهابية متطرفة قد زاد نشاطها مؤخرا بعد التصعيد العسكري، مهددة السلم المحلي والجهوي والدولي. بالإضافة إلى استغلال المجموعات بالإتجار بالبشر والجريمة المنظمة وتهريب المهاجرين من ليبيا إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، لتصبح هي الأخرى مصدر آخر لتهديد الاستقرار في ليبيا والمنطقة ككل”.

وثمن الرئيس تبون، وقف إطلاق النار المبدئي المتوصل إليه أخيرا، معربا عن مله في أن يدوم. كما عبر وبكل صراحة عن وقوف الجزائر بجانب الشعب الليبي مؤكدا “جئنا وقلوبنا مع أهالينا في ليبيا وهم يتطلعون إلينا لإيجاد حل لأزمتهم والتخفيف من حدة المشاكل التي تعصف بهم والتحديات التي تواجههم”. مذكرا بالعلاقات التي تربط الدولتين والشعبين. مشددا على أن الجزائر “لم تتردد في دعوتهم إلى تغليب لغة العقل والانخراط في مسار الحل السلمي للأزمة الذي سيظل وحده الكفيل بضمان وحدة الشعب الليبي واحترام سيادته بعيدا عن أي تدخل أجنبي”.
ورافع تبون لصالح رؤية الجزائر من خلال “وضع خارطة طريق واضحة المعالم وملزمة للطرفين تشمل تثبيت الهدنة والكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح لإبعاد شبح الحرب عن كل المنطقة، ودعوة أطراف الصراع للعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة عبر الحوار والطرق السلمية لتفادي الانزلاق نحو المجهول، والجزائر مستعدة لإيواء هذا الحوار بين أشقائها الليبيين”.

الوسوم: أخبار ومقالات