♥ بـسـم الله الـرحمـن الـرحـيـم ♥

إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْتَنْصِرُه
وَ نَعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِىَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

التاريخ الأسود لـ”الكاف” يداري فضائح خاطفيه

ما يفعله الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لا يمكن أن تفعله أي هيئة كروية في العالم مهما بلغت من الفشل وعدم القدرة على تسيير شؤونها، ولكن الغريب أنّ القائمين عليها لا يخجلون من ذلك، بل على العكس تماما يظهرون ليبرروا قرارات لا تتماشى تماما مع الواقع، كما فعل أمس باتريس موتسيبي، الذي أرجع قرار تأجيل نهائيات كأس إفريقيا 2025 إلى شهري ديسمبر (2025) وجانفي (2026)، بأنّ هيئته راعت مصالح شركائها في الفيفا والأندية الأوروبية، رغم أنّ “الكاف” نفسها طلعت قبل أسبوعين لتكذّب ما قاله أمينها العام، فيرون موسينغو أومبا، الذي أعلن لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، عن تأجيل النسخة القادمة المقررة في المغرب، مبررا ذلك بالتضارب في المواعيد مع منافسات أخرى، أهمها كأس العالم للأندية التي استحدثتها “الفيفا” والمقررة صائفة 2025.

إقرأ أيضا: هكذا تتجهز الجزائر لمواجهة حرائق الغابات

الكل يعرف أنّ “الكاف” مختطفة منذ سنوات والخاطف معروف، بل أكثر من ذلك، أنّ أعضاء مكتبها التنفيذي محجور عليهم، فهم غير قادرين حتى على إبداء رأي مخالف، أو المطالبة بمعرفة أسباب هذا التأجيل، خاصة أنّ الحديث عن التضارب في المواعيد غير منطقي، باعتبار أنّ الموعد الرسمي للمنافسة (جانفي 2025) لا يتعارض مع أي موعد، ففي هذا التاريخ لاتوجد كأس عالم للمنتخبات ولا للأندية ولا ألعاب أولمبية ولا أي تظاهرة تمنع إقامة العرس الإفريقي، الذي تؤكد كل المعطيات أنّ سبب لجوء “الكاف” إلى تأجيله، هو نفس السبب الذي يتكرر كل مرة، ومرتبط بعدم جاهزية الدولة المستضيفة.

“الكاف” سبق وأن أجلت نسخا سابقة أو غيّرت مكان إقامتها، كما حدث سنة 1994 عندما بُرمجت في تونس بدل الزائير (الكونغو الديمقراطية)، وفي 1996 عندما حوّلتها من كينيا إلى جنوب إفريقيا وفي 2000 عندما تقاسمت التنظيم غانا ونيجيريا بدلا من زيمبابوي، وفي 2015عندما تخلّت المغرب عن التنظيم بحجة التخوف من انتشار فيروس إيبولا وتكفلت غينيا الاستوائية برفع الحرج عن “الكاف”، وفي 2017 عندما تطوعت الغابون لتنظيم (الكان) بدلا من ليبيا، وهو ما حدث في النسخة الموالية التي أقيمت في مصر بدلا من الكاميرون، وحتى النسخة الأخيرة كانت مقررة في غينيا ولكنّها لعبت في كوت ديفوار.

في كل النسخ التي تم تأجيلها أو تغيير مكان إقامتها، كانت “الكاف” تربط ذلك بعدم جاهزية ملاعب الدولة المعنية بالاستضافة، إلا في حالة المغرب، وجدت تبرير رفضه كل المتابعين وأقرته “الكاف”، وهو ما يتكرر هذه المرة، فقد كان من الممكن أن يطلع الأمين العام لـ”الكاف” ويقول أنّ المغرب غير جاهز وليس عيبا أن نمنحه عاما آخر، كما فعلنا طوال 30 سنة ماضية، ولكن هذا التبرير المنطقي والعملي، لا يمكن أن يقبله زعيم العصابة التي اختطفت “الكاف”، لأنّ ذلك يعني أنّه اختطف تنظيم نسخة 2025، وأنّ المكتب التنفيذي منح المغرب التنظيم لاعتبارات لا علاقة لها بالجاهزية، ولكن حتى يحرم الجزائر من شرف الحصول على تنظيم نسخة كان من المنتظر أن تكون الأفضل في تاريخ إفريقيا، كما كان الحال مع آخر نسخة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، ولكن يبدو أنّ “الكاف” وزعيم العصابة مستعدين، لاتخاذ قرارات عشوائية تضرب مصداقية قارة بأكملها، على أن يظهر “المغرب” عاجزا أمام الجزائر.

هذا التاريخ الأسود، يؤكد أنّ “الكاف” هي أفشل هيئة قارية بكل المقاييس، رغم أنّ زعيم العصابة، في آخر حوار تلفزيوني له مع قناة مصرية، ظل لدقائق طويلة يتحدث عن تطور هذه الهيئة، وقدرتها على خدمة الاتحادات المحلية والمنتخبات والنوادي الإفريقية، ولكن يبدو أنّ هذه العصابة تقود الكاف إلى “الهاوية”، وإن لم تتدخل “الفيفا” للحجر عليه، وتعيين مسؤول دولي للإشراف عليها، وبعد ذلك انتخاب أعضاء نزهاء لتسييرها، فإنّه قد يأتي الوقت، الذي تلغى فيه حتى كأس إفريقيا، بأي حجة كانت، وهذا الأمر ليس ببعيد، فقد تفاجئنا الأيام القادمة، بإلغاء هذه النسخة المثيرة للجدل، ببساطة لأنّ موعدها الجديد يتعارض مع حدث هام جدا وهو “الكأس العربية”، المقررة في نفس التوقيت وبرعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن الممكن أن تتدخل قطر باعتبارها الدولة المستضيفة للاعتراض على قرار “الكاف”، وفي حال لم تفعل ذلك، فمن المؤكد أنّ الكثير من الدول العربية الإفريقية، ستجد نفسها مضطرة للاختيار بين كأس العرب أو كأس إفريقيا وليس من المستبعد أن يميل الكثيرون لكأس العرب، بالنظر إلى الامتيازات الممنوحة مقارنة بكأس إفريقيا.

إقرأ أيضا: مواجهات اليوم في يورو 2024

في الأخير، على باتريس موتسيبي المغلوب على أمره، وهو يقرأ خبر تأجيل كأس إفريقيا 2025، وتصريحاته على صفحة من صفحات “الغارديان” البريطانية أو “ليكيب” الفرنسية أو أي جريدة أخرى، أن يتمعن جيدا بالخبر الصغير المنشور بالجانب، وهو يتحدث عن منع الاتحاد الأوروبي لقائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، اللعب بقناع يحمل علم فرنسا، أي علم بلاده، على أساس أنّ المادة 42 من لوائح “يويفا” الخاصة بالأدوات الرياضية للاعبين تنص على أنّ المعدات الطبية التي يرتديها اللاعبون في الملعب يجب أن تكون بلون واحد، ولا يجب أن تشير إلى هوية فريق أو الشركة المصنعة، وحينها قد يتذكر أنّ الهيئة التي من المفروض أن يكون رئيسها، سمحت لفريق من اللعب بقميص يحمل “خريطة وهمية” تمجد الاستعمار، وأكثر من ذلك أقصت الفريق الذي رفض المشاركة في تلك المهزلة الأكيد أنّ بارتريس موتسيبي لو تمعن جيدا في “الخبرين”، لأدرك أنّه (يلعب) ولا علاقة له ولهيئته بالاحترافية أو التسيير الرياضي.

 

الوسوم: أخبار الرياضة